الطباشير الذي فيه مقل مكي نافع جدا وان أدى إلى سحج عولج السحج بالحقن التي تعرفها فذلك أوفق * (فصل في دق الشيخوخة) * قد جرت العادة بأن يذكروا دق الشيخوخة بعد حمى الدق ونحن أيضا نسلك السبيل المعتادة ودق الشيخوخة معناه استيلاء اليبس على المزاج من غير حمى وقد يكون مع اعتدال في الحر والبرد وذلك في الأقل وقد يكون مع برد وتسمى هذه الحال دق الشيخوخة ودق الهرم لان البدن يعرض له في غير وقت التشيخ ما يعرض في ذلك الوقت من الذبول واليبس والمسنون أسرع وقوعا في ذلك من الشبان والشبان أسرع وقوعا فيه من الصبيان على أنه قد يعرض للشبان والصبيان والسبب الموقع فيه اما برد مستول مع ضعف من البدن فيمنع القوة الغذائية عن فعلها التام كما يعرض أيضا في آخر العمر ومن هذا الباب شرب ماء بارد في غير وقته أو على ضعف من البدن مع حمى أو في حالة النهوة أو عقيب رياضة حلل القوة وفتحت المسام وحرضت على اجتذاب الماء البارد إلى الأحشاء دفعة أو بخارات رديئة باردة تتصعد إلى القلب فتبرد مزاجه واما حرارة تحلل وتذيب الرطوبات فتخمد الحرارة الغريزية وتعقب بردا ويبسا وقد يتبع الاستفراغات وقد تجلب هذه العلة الافراط في تدبير أصحاب الحميات بماء يشرب وربما يضمد وهذه العلة إذا استحكمت لم تعالج ولو كان لها حيلة لكان للموت حيلة (العلامات) هؤلاء ترى فيهم علامات الذبول والقشف ولا يرى فيهم الاشتعال والالتهاب بل ربما وجدوا باردي الملامس ولا يكون نبضهم كنبض أصحاب حميات الدق بل يكون صغيرا بطيئا متفاوتا الا أن يشتد الضعف فيأخذ النبض في التواتر وخصوصا من أصابهم هذا من شرب الماء البارد ويكون بولهم ابيض رقيقا مائيا ويكونون في أحوالهم كالمشايخ (علاج دق الشيخوخة) انما يعالج هذا المعالج عندما لم يستحكم على رجاء أن لا يستحكم وعندما استحكم على رجاء ان يتأخر الهلاك قليلا والقانون في معالجتهم التسخين والترطيب ومن المرطبات الحمامات على ما علمت ولا تستعمل الا بعد الهضم فإنها ان استعملت عقيب الاكل أسقطت القوة والحقن المتخذة من الرؤس والأكارع والحمص والحنطة المهروسة والتين مع الحسك والبابونج يستعمل منه قدر نصف رطل مع أوقيتين من شيرج وشئ من دهن ألبان ويستعمل الدلك على التغذية واللبن المرتضع شديد النفع لهم والعسل غاية في نفعهم كما أنه غاية في مضرة أصحاب حمى الدق وكل غذاء مرطب سلس النفاذ سريع الانجذاب لا لزوجة فيه مثل ماء اللحم وصفرة البيض النيميرشت والشراب الرقيق العطر القليل المقدار شديد الموافقة لهم ويجب أن تراعى الترطيب المذكور في باب الدق ويخلط به ما يسخن من الروائح والأضمدة و المروخات والأغذية وغير ذلك * (فصل في حميات الوباء وما يجانسها وهي حمى الجدري والحصبة) * (كلام في حمى الوباء) قد يعرض للهواء ما علمناك في الكتاب الكلى مثل ما يعرض للماء من استحالة في كيفياته إلى حر وبرد ومن استحالة في طبيعته إلى افساد الماء وتعفن كما ياجن الماء وينتن ويعفن وكما أن الماء لا يعفن على حال بساطته بل لما يخالطه من أجسام أرضية خبيثة تمتزج به وتحدث للجملة كيفية رديئة كذلك الهواء لا يعفن على حال بساطته بل لما
(٦٤)