الذبولية في السحنة والوجه والأطراف واقعا بسبب سهر وتعب ورياضة واسهال فهو سليم ويعود إلى الصلاح في يومين أو ثلاثة وما كان بسبب الاحتراق وسقوط القوة فهو ردئ * (فصل في ذكر العلامات الجيدة) * العلامات الجيدة هي الاختمال للمرض وثبات القوة والسخنة معه وان اشتدت اعراضه وقوة النبض واشتداده وانتظامه وظهور علامات النضج وانجاح البحران وجودة علامته والخف يؤخذ عقيب الاستفراغ واقبال النبض معه إلى الجودة والاقشعرار العارض عقيب الاستفراغ من العلامات الجيدة فإنه يدل على اقلاع السخونة ويعقب البرد مع اقلاع المادة وأفضل ذلك أن يكون الاستفراغ من الخلط المؤذى بسهولة وعلى استقامة واعلم أن ثبات القوة مع العلامات الرديئة يوجب الرجاء وكذلك ثبات العقل وجودة التنفس وسهولة احتمال ما يطرأ عليه من الأحوال الهائلة الغريبة ووجود الخف عقيب النوم جيد ومن العلامات الجيدة الشهوة باعتدال وحسن قبول الغذاء ومنفعته ونعشه ونجوعه ومن العلامات الجيدة التنفس الحسن السهل ومن العلامات الجيدة السحنة الطبيعية والاضطجاع الطبيعي والنوم الطبيعي واستواء الحرارة في أعضاء البدن واعلم أن العلامات الجيدة مع صحة القوة تدل على عافية عاجلة ومع ضعفها تدل على عافية بطيئة * (فصل في احكام العلامات الرديئة) * اعلم أن العلامات الرديئة التي في الغاية من الرداءة تنذر بالموت فان كانت القوة قوية طال المرض ثم قتل وان كانت ضعيفة قتل من غير طول وكثيرا ما تظهر علامات مهلكة وفي أيام رديئة ثم يعرض بحران جيد وانتقال مادة إلى عضو وتكون سلامة ويجب ان تثق بالعلامات الجيدة عند المنتهى وتخاف المهلكة إذا بادرت ولا تحكم بها أيضا ما لم تر القوة تسقط وسقوط القوة وحده علامة رديئة ثم يجب أن تراعى في الأمراض الحادة التي مبدؤها عضو معين كالصدر لذات الجنب ما يكون من أحوال ذلك العضو فإنها أدل من أحوال عضو آخر فان نضج النفث في ذات الجنب أدل على السلامة من نضج الماء ويجب على الطبيب المتفرس إذا رأى في الوجه والعين وغيره هيئة رديئة غير طبيعية بحسب الأكثر أن يتعرف أولا هل ذلك طبيعي بحسب ذلك الشخص فلا يحكم جزما حتى في النبض أيضا وأيضا أن يتعرف هل ذلك من المرض أو من سبب باد فربما حدث مثلا على اللسان صبغ ردئ وخشونة مفرطة لا كل شئ ذلك فعله لا لمرض * (فصل في ذكر العلامات الرديئة) * العلامات الرديئة تختلف بحسب فعل عضو عضو وبالحرى ان تذكر ذلك بالتفصيل * (فصل في العلامات الرديئة المتعلقة بالسحنة واللون) * إذا كانت سحنة الحمى كسحنة الميت لا لسهر ولا لجوع ولا لاستفراغ فهو علامة رديئة والوجه الذي يشبه وجه الميت ويخالف وجوه الأصحاء هو الذي غارت عينه وتحدد أنفه ولطأ صدغه وتقبض وبرد اذنه وانقلبت شحمته وتمددت جلدته وكمد لونه أو اسود أو اخضر وعلته غبرة وخصوصا إذا كانت كغبرة القطن المندوف فإنها علامة موت عاجل واعلم أنه إذا مرض الصحيح القليل المرض دل على خطر وما كان من هذا التغير لأسباب غير المرض فإنه يعود سريعا إلى الحالة الطبيعية ولو في يوم وليلة واما الآخر الذي سببه المرض وهو الذي علامته ردئة فلا يعود إلى الصلاح بالهوينى
(٨٨)