تحلب لعاب وخفقان وانضغاط من النبض وانخفاض وخصوصا إذا أصاب العليل عقيب هذا نافض وبرد دون الشراسيف حكم أنه واقع بالقئ وخصوصا إذا كانت المادة صفراوية والحمى صفراوية ليست من المحرقات وخصوصا إذا اصفر الوجه في هذه الحال وسقط اللون وكثيرا ما يجلب القئ الواقع بعد ثفل الرأس ووجع المعدة من الصبيان لضعف عصبهم تشنجا وفي النساء لعادة أرحامهن وجع أرحام وفي المشايخ لضعف قواهم أمراضا مختلفة لانتشار المادة المتحركة فيهم واما ان قارن ذلك تمدد في جهة الكبد أو جهة الطحال من غير وجع فان الطحال يشارك الأعالي أيضا بعروق فيه تقارب جهة الانف وعروقه وان لم يتصل بها ورأى العليل خيوطا حمراء ولآلاء وتباريق واحمر الوجه جدا أو العين أو الانف أو جانب منه وسال الدمع دفعة وشهق النبض وماج وأسرع انبساطا وحك الانف وكان اشتعال الرأس شديدا جدا والصداع ضربانيا فتوقع رعافا خصوصا إذا دل المرض والسن والعادة والمزاج وسائر الدلائل على أن المادة دموية على أن الصفراوية أيضا قد تبحرن بالرعاف وينذر بذلك تباريق وخيالات خيطية ونارية صفر ترى امام العين وأكثر ذلك في الحمى المحرقة الصفراوية وقد تدل جهة لوح الشعاع وحكة الانف على أن الرعاف يقع من المنخر الأيمن أو الأيسر أو من المنخرين جميعا وقد يعين هذه الدلائل أيضا برد يصيبه يوم البحران ويبوسة البطن والجلد وقد يدل السن فان الرعاف أكثر ما يعرض يعرض لمن سنه دون الثلاثين وقد يعين هذه الدلائل أيضا اشتداد الصداع جدا فوق ما يوجبه وقوع القئ مع آلام أخرى واشتعال وحمى وتكون الامارات الأخرى جيدة ليست علامات موت وفي مثل ذلك فتوقع الرعاف لا بد منه فعلى الطبيب أن ينعم النظر في جميع ذلك * (فصل في حكم هذه العلامات المشتركة المذكورة والخاصية) *. من العلامات المشتركة المذكورة ما هو أولى بالرعاف مثل الدموع والطنين والصمم وتمدد الشراسيف في أحد جانبي الكبد والطحال من غير وجع واشتعال الرأس ومنها ما هو أخص بالقئ مثل ضيق النفس وتمدد الشراسيف مطلقا من قدام وأكثره مع وجع في المعدة * واعلم أن ضيق النفس الداخل في علامات الرعاف انما يعرض عند استعداد الطبيعة للدفع الرعافي بسبب ان الأجوف يمتلئ ويندفع بمادته إلى فوق فيزحم أعضاء النفس ومن العلامات الخاصة بالقئ والرعاف ما الموجود في أحدهما مقابل للموجود في الآخر كما أن تخيل شعاعات براقة من علامات الرعاف ويقابل ذلك تخيل الظلمة والغشاوة من علامات القئ وحمرة الوجه من دلائل الرعاف ويقابلها سقوط اللون واصفراره من علامات القئ وربما لم تكن كذلك مثل اختلاج الشفة فإنه من علامات القئ ولا مقابل له من علامات الرعاف ومثل حكة الانف فإنها من علامات الرعاف ولا مقابل لها من علامات القئ * (فصل في علامات ميل المادة إلى العرق) * إذا صار النبض شديد الموجبة وكان امساك اليد على الجلد تحصل تحته نداوة وتصبغ حمرة وتجد سخونة الجلد مع ذلك أكثر مما كان وانتفاخه واحمراره أكثر مما كان وكان البول منصبغا إلى غلظ وخصوصا إذا انصبغ في الرابع وغلظ في السابع فأحدث عرقا يكون وكذلك ان عرض في مرض من نافض قوى
(٨٣)