نصبته نصبة لا يمكن أن تنصب المادة الرديئة عنه أو يكون فيه عظم أو يكون قد تحرف وصار ناصورا وصار فيه رطوبة رديئة جدا وهو حينئذ في حكم القروح دون الجراحات قال العالم انما يحتاج الجرح إلى الربط الجامع للشفتين إذا أريد الالتزاق واللحام وأما إذا كان يحتاج إلى أن ينبت فيه لحم فلا يحتاج إلى ذلك لكن يحتاج مرة إلى الرباط الذي يصب الوضر من فيه ومرة إلى رباط بقدر ما يمسك الدواء عليه * قال وتحرى أن يكون لفوهة الجرح مكان ينصف الوضر منه دائما بطبعه اما بان يوقع البط هناك واما بان يشكله بذلك الشكل فانى قد أبرأت جرحا كبيرا كان غوره حيث الركبة وفوهته في الفخذ من غير أن جعلت له فوهة أخرى أسفل عند الركبة لكن نصبت الفخذ نصبة كان القعر فوق والفوهة أسفل فبرئ من غير بط في الأسفل وكذلك قد علقت الساعد والكف وغيره تعليقا تكون الفوهة ابدا إلى أسفل فهذا قوله ونقول ربما وقعت الجراحة حيث يوجب عليك القطع التام وإبانة العضو وأما إذا كانت الجراحة انقطع منها لحم كثير فتحتاج إلى المنبتات للحم وليس يكفي ما يجفف ويمنع بل ربما ضر المجفف والمانع من جهة ما يردع مادة ما ينبت منه وقد يكون الغور والنقصان من العظم بحيث لا يمكن أن ينبت بالتمام فيبقى غور كما أنه قد يتفق أن ينبت أكثر من الواجب فيكون لحم زائد ويجب أن يغذي المريض المراد انبات اللحم في جراحته بغذاء محمود جيد الكيموس وقد يكون المنبت بحيث يمكنه أن ينبت اللحم واما الجلد فلا ينبته إذا كان قد انقطع بكليته بل انما ينبت مكانه لحم صلب لا ينبت عليه شعر واما العروق فكثيرا ما تتولد شعبها وتنبت كاللحم ومن الجراحات جراحات ذوات خطر مثل الجراحات الواقعة في الأعصاب وأطراف العضل وسنذكرها في باب أحوال العصب وكثيرا ما يتبعها اعراض منكرة رديئة مثل ما يتبع جراحة طرف العضل من تغير اللون وسقوط النبض بعد تواتر وصغر ويتأدى إلى الغشي وسقوط القوة وقد يتبعها التشنج وكذلك التي تقع قدام الركبة عند الرضقة فإنها تتبعها اعراض منكرة رديئة وهي قاتلة قلما يتخلص عنها وإذا وقع تشنج من مثل هذا الجراحات العضلية ولم تقبل العلاج فالعلاج قطع العضلة عرضا والرضا ببطلان فعل العضلة ولكن ذلك مما يجب أن يؤخر ما أمكن علاج التشنج واختلاط العقل بشئ آخر غيره ومثل جراحة الركبة ربما احتاج أن يوضح بشق صليبي وان يستظهر في أورامه وقروحه وجراحاته بالفصد والاسهال ومنع الالتحام حتى يتنقى تنقية بالغة ثم يلحم * (فصل في تعريف قوة ما ينبت وما يلحم وما يختم وما يأكل من الأدوية) * الدواء المنبت للحم هو الذي يعقد الدم الصحيح لحما فان كان له تجفيف شديد منع الدم الوارد فلم تكن مادة للحم وان كان له جلاء شديد أزاله وسيله فانفذ المادة الموجودة للحم فيجب أن لا يكون له كبير تجفيف بل إلى حد ولاجلاء قوى جدا بل جلاء قليل قدر ما يجلو الوضر من غير لذع ولا يحتاج إلى قبض يعتد به ويحتاج أيضا أن يكون في الحرارة والبرودة بحسب ما تحتاج إليه الجراحة والقرحة في مزاجها ان كانت زائلة فبالضد بقدر الزوال وان كانت غير زائلة زوالا يعتد به فبالمشاكل للحار جدا حار جدا وللبارد جدا بارد جدا وتراعى أيضا تأثير الدواء في الموضع ليقابله ان أفرط في إساءة المزاج واما الأدوية الملحمة فهي التي تجمع بين المتباعدين
(١٤٨)