والصلب والأخضر والبنفسجي ردئ وما كان بطئ النضج متواتر الغشي والكرب فهو ثاقل وما غاب أيضا دفعة فهو ردئ مغشي * (العلاج) * يجب في الجدري ان تبادر فتخرج الدم اخراجا كافيا إذا احتمل الشرائط وكذلك ان كانت الحصبة مع امتلاء من الدم ومدة ذلك إلى الرابع فإذا برز الجدري فلا ينبغي ان تشتغل بالفصد اللهم الا ان تجد شدة امتلاء به وغلبة مادة فتفصد مقدار ما يخفف وأوفق ما يستعمل في هذه العلة الفصد وان فصد عرق الانف نفع منفعة الرعاف وحمى النواحي العالية عن غائلة الجدري وكان أسهل على الصبيان وإذا وجب الفصد فلم يفصد أيضا بالتمام خيف فساد طرف وكذلك قد يخاف مثله على من تدام تطفيته جدا ويجب ان يغذى فيهما أولا بما فيه تقوية مع ردع وتطفية من غير عقل للطبيعة وتغليظ للدم مثل العنابية بالتمر الهندي والطلعية والعدسية واسفيذباجة وما فيه تليين غير شديد ولذلك يجب أن يكون مع هذه التمر الهندي وما يوافقه والقرعية والبطيخ الرقي بل يجب أن تكون الطبيعة لينة في الأول وأفضل ما يلين به التمر الهندي وان لم يجب به زيد عليه الشيرخشت مع رفق واحتراز أو ترنجبين أو نقوع الإجاص وقد ينفع أن يسقى مع أول آثار الجدري وزن ثلاثة دراهم من رب الكدر مع قرص من أقراص الكافور وشراب الطلع شديد المنفعة في مثل هذا الوقت فإذا تمادت العلة وجاوز اليوم الثاني وأخذ الجدري يظهر فربما كان التبريد سببا لخطأ عظيم بما يحبس الفضل داخلا ويحمل به على الأعضاء الرئيسة وبما لا يمكنه من البروز والظهور ويحدث قلقا وكربا وربما أحدث غشيا بل يجب أن يعين العضل في مثل هذه الحال بما يعليه ويفتح السدد مثل الرازيانج والكرفس مع السكر عصارة أو طبيخ أصول وبزور وربما أشم شيئا من الزعفران وماء التين جيد جدا فان التين شديد الدفع إلى الظاهر وذلك أحد أسباب الخلاص من مضرته ومما ينفع جدا في هذا الوقت ان يؤخذ من اللك المغسول وزن خمسة دراهم ومن العدس المقشر وزن سبعة دراهم ومن الكثيراء وزن ثلاثة دراهم يطبخ بنصف رطل ماء إلى أن يبقى ربع رطل ويسقى ومما هو شديد المعونة على اظهار الجدري ان يؤخذ من التينات الصفر سبعة دراهم ومن العدس المقشر ثلاثة دراهم ومن اللك ثلاثة دراهم ومن الكثيراء وبزر الرازيانج درهمين درهمين يطبخ برطل ونصف ماء حتى يبقى منه قريب من الثلث ويصفى ويسقى منه فيدفع الحرارة عن نواحي القلب ويمنع الخفقان ويجب ان لا يقربه في هذا الوقت دهن البتة ويجب أن يدثر ويبعد من الهواء البارد وخصوصا في الشتاء ويعمل به ما يعمل بالمستعرق فان البرد يسد المسام ويرد المواد إلى وراء وكثرة شرب الماء المبرد بالثلج ودخول الخيش ردئ جدا له وربما كان الفصد رديئا لاسترداده وصرفه ما يبرز فليتوق بعد يومين وثلاثة وإذا عرض من التدثير والتسخين كالغشى أو كان يعرض الغشي فلابد من تبريد الهواء المنشوق خاصة والفزع إلى رائحة الكافور والصندل وان لم يكن بد من كشف البدن للخيش أو للهواء البارد قليلا فعل وكذلك إذا كانت المعونة بالتسخين أو بترك التبريد ومبادرته إلى الخروج لا تجد معه خفة بل تجد الحرارة مشتعلة واللسان إلى السواد فإياك والتسخين ويجب أن يجتنب أصحاب الجدري والحصبة تضميد البطن فان في ذلك خطرين أن يضيق النفس على المكان وان يعرض اسهال ردئ وبول دم وفي آخره يجب أن تحفظ الطبيعة ويطعم بدل العدس
(٦٩)