لشدة يبس جلدها وهي في قدرها ما بين ثلاثة أذرع إلى خمسة أذرع ولونها رمادي أو إلى الصفرة وعيونها شديدة الضوء وتقتل ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات ومنها البزاقة فإنها تقتدر على أن تمج بزاقها وتزرقه بعصر أسنانها بعضها على بعض فتقتل من يقع عليه بصاقها أو رائحة بصاقها وطولها إلى ذراعين ولونها رمادي إلى الصفرة وتقتل ملسوعها قبل ان توجع وهذه الطبقة انما تذكر في الكتب لا لرجاء كثير في معالجتها ولكن لتعلم ويعلم انها لا ينفع فيها علاج الا ما قد ذكر فلعله ينفع أحيانا بما قلناه * وللصم المقصعة أصناف أخرى تكثر في حدود مصر وربما كان لبعضها قرنان وألوانها مختلفة بيض وشقر وحمر وعسلية ورمد وقد تكون على خلق الأفاعي وقد تكون لبعضها أسنان كالصنانير والثعابين القتالة في الحال من هذا القبيل * والطبقة الثانية من الأفاعي ونحوها أيضا مختلفة منها الأفاعي الأصلية ومنها الأفاعي البلوطية ومنها المعطشة وسائر ما نذكره وقد يعرض للحيات اختلاف أيضا لا في النوع بل بحسب الاتفاق في نوع واحد وإذا اختلف بالذكورة والأنوثة فالذكورة أقل انيابا وأكثر سما واحد على أن قوما قالوا ان الإناث أردأ بكثرة أنيابها أو أيضا من قبل السن فان الفتى أردأ من المسن ومن قبل الجثث فان الكبار أردأ من الصغائر القصار الجثث إذا كان نوعهما واحدا واما من قبل المكان فان التي تأوى المعاطش والجبال أردأ من التي تأوى الريوف والأمكنة الكثيرة المياه واما من قبل حالها في الامتلاء والخلاء فان الجياع منها أردأ سما وأما التي من قبل انفعالاتها النفسانية فان المجرجة العضبي أردأ سما واما من قبل الزمان فان سمها في الصيف أردأ قالوا والطوال الغلاظ من جنس واحد أردأ وقد ظن بعض الناس ان سم الحيات والأفاعي بارد وهو في غلط والذي يعرض من البرد لملسوعها فهو لموت الحار الغريزي بمضادة السم والحار الغريزي هو الذي يسخن البدن بانتشاره واشتعاله وأما إذا لم يكن حار غريزي واشتعل القلب نارا حقيقة لم يجب ان تسخن له الأطراف وقد ظن قوم ان سم الأصلة خاصة بارد ويجمع دم القلب ويجمده ولذلك يخدر جدا وليس هو كذا بل هو بما يحلل الحار الغريزي ويميته والذي يحتج به من أن الحيوان البارد المزاج يكون في الشتاء ميتا والحار تزداد حرارته وحدته كائنا من كان هذا التأويل حجته غير صحيحة ولا هذه الدعوى تصح في الحشرات الصغار ولكن في الحيوانات الكبار الأبدان والدليل على فساد هذا القول ان الزنبور حار المزاج جدا وهو مما يتماوت في الشتاء فلا يتحرك ولا يبعد ان تكون الحية مع حرارة مزاجها لا تتحرك شتاء للمصادة في المزاج الطبيعي ولما يعرض لها من أحوال أخر * (فصل في لسع باسليقوس) * وهو الأول من الصم وجرمانا ولست اعلم أنه هو أو غيره * قال قوم انها انما تسمى ملكة لأنها مكللة الرأس طولها شبران إلى ثلاثة ورأسها حاد جدا وعيناها حمراوان ولونها إلى سواد وصفرة تحرق كل ما تنساب عليه ولا ينبت حول جحرها شئ وإذا حاذى مسكنها طائر سقط ولا يحس بها حيوان الا هرب فان كان أقرب من ذلك خدر فلم يتحرك وتقتل بصفيرها إلى غلوة ومن وقع عليه بصرها من بعيد مات وليس كما يقال ان من وقع عليها بصره مات ومن نهشته ذاب بدنه وانتفخ وسال صديدا ومات في الحال ومات كل ما يقرب من ذلك الميت من الحيوانات وقلما يتخلص من ضرر جواره ولكن قد يمكن في بعض الأوقات ان
(٢٤١)