واعتداله وبحسب الفصل والسن وجوهر العضو وانما لا ينضج الخراج ويستحيل ما فيه قيحا بسبب قلة الحار الغريزي في العضو أو بسبب غلظ جوهر المادة وقد يبلغ من ذلك أن يتقيح في باطنه ولا يظهر للحس لغؤور القيح وغلظ ما عليه والمدة قد توقف على نضجها سريعا وقد لا توقف بحسب جوهرها في الغلظ فلا تلين بسرعة وان نضجت وفي الرقة فتلين بسرعة وبحسب ما عليها من اللحم القليل والكثير وأسباب الخراج والوقوع إلى المدة الامتلاء وكثرة المادة وفسادها وأسباب أسبابها التخمة والرياضات الرديئة والأمراض التي لا تبحرن بالاستفراغ الظاهر والآفات النفسانية من الغموم والهموم المفسدة للدم ومن الخراجات ضرب يسمى طرميسوس وهو خراج ينفجر فيخرج ما تحته شبيها باللحم الجيد ثم يظهر عنه مدة أخرى ومن الخراجات ضرب أخر يسمى البز وهو خراج قرحى مستدير أحمر لا يعرى صاحبه عن الحمى في أكثر الامر وحدوثه في أكثر الامر في الرأس وقد يحدث في غيره * (فصل في دلائل كون الورم خراجا) * إذا رأيت ضربانا كثيرا وصلابة مساعدة وحرارة فظن أن الورم في طريق صيرورته خراجا * (فصل في دلائل النضج وعلامته) * إذا رأيت لينا ما وسكونا للوجع فاعلم أنه في طريق النضج * (فصل في احكام المدة) * المدة الجيدة هي البيضاء الملساء التي ليست لها رائحة كريهة وانما تصرفت فيها الحرارة الغريزية وان لم يكن بد من مشاركة الغريبة وانما تزاد ملاستها ليعلم انها متفقة الانفعال عن القوة الهاضمة ولم يختلف فعلها في عاص مطيع ويطلب ان لا يكون لها رائحة شديدة الكراهة تكون أبعد من العفونة قالوا وبطلب منها البياض لان ألوان الأعضاء الأصلية بيض ولن يشبهها الا الطبيعة المقتدرة عليها والمدة الرديئة هي المنتنة الدالة على العفونة التي هي ضد النضج وتدل على استيلاء الحرارة الغريبة وإذا خرجت مدة مختلفة الاجزاء متفننة الألوان والقوامات فهي أيضا من الجنس المخالف للجيد ولابد لكل مدة تحصل في بدن من عفونة أو نضج أو برد أو استحالة بنحو آخر * (فصل في دلائل الخراج الباطن) * إذا حدث ورم حار في الأحشاء فعرضت قشعريرات وحميات لا ترتيب لها واشتد الوجع وكانت القشعريرة في الأوائل أطول مدة ثم لا تزال تقصر مدتها أو ازداد ثقل الورم فاعلم أن الورم صار خراجا وانه هو ذا يجمع وانما تكون هذه الأوجاع في الابتداء أشد وكلما بلغ المنتهى نقص لان التمزق يكون في الابتداء والتمزق وتفرق الاتصال أوجع ما يحدث منه عند ما يحصل وعند ما تصير المادة سدة تسكن أيضا الحمى الشديدة والالتهاب فتكن الحمى الواقعة بمشاركة القلب واعلم أن صلابة النبض هو الشاهد الأكبر فإذا ظهرت علامات الخراج والدبيلة في الأحشاء ولم يصلب النبض فلا تحكم جزما بالخراج الباطن فان في مثله ربما لم يكن في الأحشاء بل في الصفاق الذي يحيط بالأحشاء وأنت تحس في الجانب الذي فيه الخراج بالثقل الذي يتعلق منه وبالوجع * (فصل في دلائل نضج الباطن) * إذا عرضت دلائل الخراج الباطن ثم سكنت الاعراض من الحمى والقشعريرة والأوجاع سكونا ما وبقى الثقل فاعلم أن المدة قد استحكمت والنضج كان
(١٢٤)