عليهما أو يجعل معهما دم الأخوين والانزروت ويعجن كل ببياض البيض ويجعل على وبر الأرنب أو يذر بحسب الموضع * (المقالة الثالثة في القروح وأصناف ذلك) * * (فصل في كلام كلي في القروح) * القروح تتولد عن الجراحات وعن الخراجات المتفجرة وعن البثور فان تفرق الاتصال في اللحم إذا امتد وقاح يسمى قرحة وانما يتقيح بسبب ان الغذاء الذي يتوجه إليه يستحيل إلى فساد لضعف العضو ولأنه لضعفه يتحلل إليه ويتحلب نحوه فضول أعضاء تجاوره أو لمراهم رهلت العضو ولثقته برطوبتها ودسومتها وما كان من قبيل القيح رقيقا يسمى صديدا وما كان غليظا يسمى وسخا وهو شئ خاثر جامد أبيض أو إلى سواد وكالدردى وانما يتولد الصديد من رقيق الأخلاط ومائيها أو حارها ويتولد الوسخ من غليظ الأخلاط والصديد يكثر توليد الورم والصديد يحتاج إلى مجفف والوسخ إلى جال والقروح قد تكون ظاهرة وقد تكون ذات غور والقروح التي لها غور لا تخلو اما أن يكون قد صلب اللحم المحيط بها فيسمى ناصورا وهو كأنبوبة نافذة في الغور أو لم يصلب فيسمى مخبأ وكهفا وربما قال بعضهم مخبأ لما نفذ تحت الجلد وتبرأ منه الجلد وكهفا لما انعطف تحت اللحم واتسع فيه قال بعضهم بل الواسع كهف والضيق العميق ناصور ولا مناقشة في التسمية وإذا كانت الصلابة على قرحة ظاهرة تسمى قرحة خزفية والناصور الردئ هو الذي لا يحس وبمقدار بعده عن الحس تكون رداءته ومنه مستو ومنه معوج وما أفضى إلى عصب أوجع شديدا وخصوصا إذا مس أسفله بالميل وربما عسر فعل ذلك العضو وكانت رطوبته رطوبة رقيقة لطيفه كما تكون عن المقضى إلى العظم وإذا انتهى إلى رباط كان ما يسيل منه قريبا من ذلك لكن الوجع في العظمى والرباطي ربما لم يعظم ورطوبة ما يفضى إلى العظم أرق وأميل إلى الصفرة والمفضي إلى الوريد والشريان وكثيرا ما يخرج عنه مثل الدردى وفي بعض الأحيان يخرج منه ان كان منتهيا إلى الوريد دم كثير نقى أو إلى الشريان دم أشقر مع نزف ونزو والمفضى إلى اللحم تسيل منه رطوبة لزجة غليظة كدرة فجة وكثيرا ما يكون للناصور الواحد أفواه كثيرة يشكل أمرها فلا يعرف هل الناصور واحد أو كثير فينصب في بعض الأفواه رطوبة ذات صبغ فان كان الناصور واحد اخرج من الأفواه الأخرى * والقروح تنقسم صنوفا من الأقسام فيقال ان من القروح ما هو مؤلم ومنها ما هو عادم للألم ومنها متورم ومنها عادم للورم ومنها نقى ومنها غير نقى وغير النقي اما لثق أي فيه خلط كثير ورطوبة غزيرة وان لم تكن رديئة ومنها وسخ ومنها صدئ ومن القروح متعفن وأضر الأشياء به الجنوب ورطوبة الهواء مع حرارته ومنها متأكل ومنها ساع ومنها رهل اما بارد واما حار والرهلة من القروح موجبة لاسقاط الشعر عما يليها * وقد تكون من القروح رشاحة يرشح منها صديد أصفر حار وربما سال منها ماء حار محرق لما حولها وهو ردئ مهلك ومنها عسرة الاندمال والمتعفن غير المتأكل وان كانا جميعا ساعيين وربما كان أكال يأكل ما يتصل به بحدته من غير عفونة ولا حمى البتة لكن الساعي العفن تكثر معه الحمى أولا تفارقه * وجالينوس يسمى أمثال النار الفارسية والنملة الساعية قروحا متأكلة ويعد القرحة المتعفنة مركبة من قرحة ومن مرض
(١٦٨)