الإذخر وقصب الذريرة من كل واحد أجزا سواء ويؤخذ من جملتها وزن مائة درهم ويطبخ في عصارة الحنظل ان وجدا وفي عصارة قشور الجوز قدر أربعة أرطال فإذا انتصف الماء جعل عليه الدهن ولا يزال يطبخ حتى يبقى الدهن ويذهب الماء ويصفى ويستعمل (لطوخ جيد) حتى أنه يذهب الحديث منه * يؤخذ اقاقيا وعفص وحلبة وبزر البنج والكزبرة اليابسة والسنبل واللاذن وعصارة قشور الجوز مجففة وعصارة شقائق النعمان مجففة وصدأ الحديد وروسختج وابرنج والشب الأسود يتخذ أقراصا دقيقة ويجفف ويستعمل في الشهر ثلاث مرات طلاء بماء الأملج أو ماء الآس (غلوف جيد) يؤخذ هليلج أسود وأملج وعفص من كل واحد عشرة لاذن عشرين ورق الآس وحبه ثلاثين ثلاثين يجعل في ثلاثة أرطال زيت ويترك فيه ثلاثة أيام ثم يطبخ حتى يغلظ ويغلف به * ومما جربه من تقدمنا وجرب في زماننا شرب الزاج الأحمر البلخي وزن درهم فإنه ينثر الشيب وينبت بدله شعرا اسود لكنه انما يحتمله القوى البدن المرطوب ويجب ان يستعمل بعده ما ينقى الرئة ويرطبها * (فصل في ذكر الخضابات) * انه قد يوجد في الكتب أدهان يظن بها أنها خضابات والتجربة تخرج ان قوى العقاقير الخاصة إذا علاها الدهانة حال بينها وبين الشعور فلم تنفذ فيها ولم تعمل شيئا الا ان تكون هناك قوة شديدة أو خاصية عظيمة فلا تتوقع القوة الشديدة الا من أشياء قوية الصبغ مثل صدأ الحديد ومثل صدأ الأسرب ومثل مائية قشور الجوز فلعل هذه وأمثالها إذا كررت قواها في الادهان ووسطت قوى الأدوية المبذرقة كالخل والخمر أمكن ان يكون شئ وهو ذا أرى واسمع قوما يشهدون بصحة ما يقال من أن عرقا من عروق الجوز إذا قطع في أول الربيع والقم قارورة فيها دهن ودفنا معا في الأرض نشف ما في القارورة رشفا ومصا ثم يرسلها في الخريف ارسالا فيعود كثير منها إلى القارورة ويكون خضابا وأكثر ما ينفع من هذا الباب ويؤثر فإنما يكون ذلك منه بالتكرير ثم إن أصناف الصبغ الذي يصبغ به الشعر ثلاثة مسود ومشقر ومبيض ونحن نبدأ بذكر عدة من المسودات الجيدة * (فصل في المسودات) * اما الحناء والوسمة فهو الأصل الذي أجمع عليه الناس ويختلف اثرهما بحسب اختلاف استعدادات الشعور والناس يتداوون الحناء ثم يردفونه بالوسمة بعد غسل الحناء ويصبرون على كل واحد منهما صبرا له قدر وكل ما مبرأ كثر فهو أجود ومن الناس من يجمع بينهما ومن الناس من يقتصر على الحناء ويرضى بتشقيره ومنهم من يقتصر على الوسمة ويرضى بتطويسها والوسمة الهندية الجيدة أسرع خضابا لكنها أشد تطويسا وشقرة والوسمة الكرمانية أقل خضبا وأبطأ لكن صبغها إلى مواد شعري لا كثير تطويس فيه ومن أحب أن يرد صبغ الوسمة إلى لون الشعر ويبطل شقرته ونصوعه استعمل عليها الحناء كرة أخرى وان كان استعمله قبلها فإنه يبطل التطويس ويرده إلى لون شعري والأولى أن لا تطيل البائه بل تبادر إلى غسله أعني الحناء الذي بعد الخضاب الأول ومن الناس من يجمعهما بماء السماق وبماء الرمان أو بماء الرائب أو يركب معهما المصل وماء قشور الجوز وجميع ذلك معين ومنهم من يجمعهما بماء ربى فيه المرداسنج والنورة طبخا أو تشميسا حتى تسود الصوفة وهذا أيضا جيد وإذا جعل في الخضاب وزن درهم قرنفل سود جدا ومنع غائلته عن الدماغ وأما
(٢٧٢)