نقور اللحم الذي قد صار إليه السهم ان أمكن ويعرف ذلك اللحم من تغيره عن اللحم الصحيح فان اللحم المسموم يكون ردئ اللون كمدا وكانه لحم ميت فان انغرز السهم في عظم أخرجناه بالآلة فان منع من ذلك شئ من اللحوم فينبغي ان نقوره أو نشقه فان كان السهم قد انغرز في عمق العظم فانا نعلم ذلك من ثبات السهم وقلة حركته إذا نحن حركناه فينبغي لنا ان نقطع أولا العظم الذي يكون فوق السهم بمقطع أو نثقبه بمثقب ثقبا حوله ان كان للعظم ثخن ويتخلص السهم بذلك فان كان السهم قد انغرز في شئ من الأعضاء الرئيسة كالدماغ أو القلب وفي الرئة أو البطن أو الأمعاء أو الرحم أو الكبد أو المثانة وظهرت علامات الموت فينبغي ان نمتنع من جذب السهم فإنه يكون من ذلك قلق كثير ولئلا يصير علينا موضع كلام من الجهال مع قلة نفعنا للعليل فان لم تكن ظهرت علامات رديئة أخبرنا بما نتخوف من الاحداث ونقدم القول في العطب الذي يعرض من ذلك كثيرا ثم نأخذ في العلاج فان كثيرا ممن أصابه ذلك سلم على غير رجاء سلامة عجيبة وكثيرا ما خرج جزء من الكبد وشئ من الصفاق الذي على البطن والثرب والرحم كلها فلم يعرض من ذلك موت على انا ان تركنا السهم أيضا في هذه الأعضاء الرئيسة عرض الموت على كل حال ونسبنا إلى قلة الرحمة وان انتزعنا السهم فربما سلم العليل أحيانا * (فصل في الأدوية الجاذبة) * يجب ان نضع على موضع الناشب الأشق فإنه جاذب قوى ويؤخذ أصل القصب ويدق ويضمد به وربما عجن بالعسل والخبز وأيضا ورق الخشخاش الأسود وورق شجر التين مع سويق أو بزر البنج خصوصا مع قلقديس وكذلك ثمرة البنج بحالها وأيضا الخيري بأصنافه والزراوند وبصل النرجس ومن الحيوانية أشياء كثيرة منها الضفدع المسلوخ وهو عجيب جدا لما ينشب في العظام ولذلك يقلع الأسنان والسرطان أيضا مسحوقا والأربيات والأنافح كلها وقيل إن العظاءة شديدة الجذب لما تشدخ عليه ومن المركبات رأس العظاءة مع الزراوند الطويل وأصل القصب وبصل النرجس وأما المختصة بجذب العظام الفاسدة من تحت القروح المندملة فنذكرها في باب العظام * (فصل في قانون علاج حرق النار) * الغرض في علاج حرق النار غرضان أحدهما منع التنفط والثاني اصلاح ما احترق ويحتاج في منع التنفط إلى أدوية تبرد من غير أن يصحبها لذع وأما من حيث يعالج الحرق فيحتاج إلى أدوية فيها جلاء ما مع تجفيف ما غير كثير ومن غير أن يلذع مع أن يكون معتدلا في الحر والبرد وإذا احتيج إلى التدبيرين معا دبر بالبرد أولا ثم إن احتيج إلى الثاني فعل وأما ان أدرك وقد تنفط فالواجب هو التدبير الثاني وأدويته مثل القيموليا والأطيان الخفيفة الحجم والعدس المطبوخ والمداد الهندي ونحوه وأما مثل الكندر والعلك والدسومات فإنها لا تصلح لذلك لان بعضها أسخن مما ينبغي ولا يخلو عن قوة لذع وبعضها أرطب مما ينبغي * (فصل في الأدوية الحرقية التي بحسب الغرض الأول) * يؤخذ صندل وفوفل وآجر أبيض جديد أو خزف يطلى بماء عنب الثعلب وماء الورد أو مرهم من مح البيض ودهن الورد وأيضا هندبا ودقيق الشعير مغسولا ومح البيض ودهن الورد وأيضا العدس المسلوق مع دهن الورد
(١٦٢)