ما يحيط به فهو الوهن وليس من الوثى وربما عرض للمفصل امر ثالث وهو ان يطول ويزيد على طوله الطبيعي ولما يبلغ بعد الانخلاع الا انه يصير سهل الانخلاع وكثيرا ما يعرض ذلك في العضد والفخذ ومن الناس من هو مستعد جدا للخلع في مفاصله لان نقر عظام مفاصله غير عميقة واللقلم التي يدخلها غير مداخلة والربط التي ينظم بينها غير وثيقة بل ضعيفة في الخلقة رقيقة أو رطبة قابلة للتمدد أو قد انصب إليها رطوبات لزجة مزلقة أو انكسرت حروف حفائر العظام المدخول فيها من عظام المفاصل فصارت النقر جمعا مثلة لا حواجز عليها فمن المفاصل مفاصل سهلة الانخلاع ومنها مفاصل صعبة الانخلاع ومنها متوسطة فالسهلة مثل مفصل الركبة لسلاسة رباطه فإنه خلق سلس الرباط لمنافع معلومة في التشريح فصار لذلك سهل الانخلاع وبسبب ذلك ارتد بالفلكة وكان أيضا سهل الارتداد إلى السلامة فان سهولة الارتداد على قدر سهولة الانخلاع وصعوبته على قدر صعوبته ومفصل المنكب قريب منه في المهازيل دون السمان واما الصعبة الانخلاع فمثل مفاصل الأصابع فإنها تكاد لا تنخلع بل تنكسر قبل ان تنخلع ومثل مفصل المرفق ولذلك ردها صعب وأما المتوسط فمثل مفصل الورك وقد يعرض أن يسهل انخلاع ما ليس بسهل الانخلاع بسبب من الأسباب فيصير أيضا سهل الارتداد كما يعرض أن يصير حق الورك ممتلئا رطوبة فيسهل انخلاعه ومع ذلك يسهل ارتداده كما يعرض لصاحب عرق النسا فيكون كل ساعة ينخلع وركه ويرتد بأدنى سعى ثم ينخلع ثم يرتد وهذا هو المحتاج إلى الكي لا غير وأصعب الخلع ما ينقطع معه رؤس شظايا العقب الذي يلزق عظما بعظم وقلما يرجع إلى حالته الطبيعية وأكثر ذلك في رأس الورك ثم في رأس العضد وفي زندي القدمين عند الكعبين والخلع أقبح من الكسر إذا لم يرتد الخلع ولم يتجبر الكسر * (فصل في علامات الخلع الكلية) * يحدث في المفصل انخفاض وغؤر غير معهود مثل ما يعرض عروضا ظاهرا في خلع عظم الكتف وفي خلع مفصل الرجل وأظهر ذلك في مفصل العنق والمقايسة مما يخرج ذلك اخراجا صحيحا وهو ان تعتبر العليلة بأختها الصحيحة من ذلك المريض نفسه لا من غيره وإذا رأيت المفصل لا يتحرك فاحكم بان الخلع أتم خلع كما أنه إذا تحرك حركته إلى جميع جهاته وبلغ إلى جميع مبالغه فليس به علة متعلقة بالزوال * (فصل في علامات الميل) * هو ان ترى تقعيرا مع نتوء من جانب آخر أو يفقد في الحس نتوءا كان محسوسا للداخل في ميله مع أن بعض الحركة ممكن * (فصل في علامات زيادة طول المفصل من غير خلع) * علامتها ان يكون كالمتعلق فإذا أدغمته ارتد إلى حده الطبيعي من غير تكلف فان تركته عاد إلى القد العرضي وحدث غؤر بما يدخل فيه الإصبع حيث لا يكون اللحم شديد الكثرة مثل المنكب * (فصل في علاج الميل والخلع) * لا يخلو اما أن يقع الخلع إلى الطبيب مفردا واما مركبا مع مرض آخر من قرح وجراحة وورم وغير ذلك فان كان مع غيره فيجب ان ينظر فان كان الخلع مما يرتد بمد خفيف لا يوجع القرحة وجعا شديدا يؤدى إلى ورم غير محتمل رد الخلع وان كان الامر بالخلاف فيجب ان يعالج أولا القرحة أو الجراحة ثم يعالج الخلع وخصوصا في
(١٨٧)