مع وجع مفصل وقئ دم ونفث دم وقد ذكرت القدماء ان هاتين الحيتين رمليتا الأبدان وعلى أبدانهما نقط سود وبيض وطوالها طوال المقرنة وقد قال بعضهم انها أصغر من الأفعى ورؤسها وأذنابها دقاق وهي رمدة الألوان وربما كانت سوداء وحمراء وبيضاء وتكون على رؤسها جدد بيض متقاطعة ولأنيابها كشيش ليبوسة قشور بطونها كأنها خشخشة القضبا وهي ثقال الحركة مستوية الأسنان وهذا يصفها بصفات بعض حيات الطبقة الأولى ويقول هذه حيات رديئة يفجر لسعها المسام والمجاري الطبيعية دما منبعثا ثجاجا وربما سال منه شئ قليل مائي حتى من أبدان القروح المندملة حتى من مآقي العين وانزعاج قئ دم ونفث دم ورعاف مع وجع في المعدة وقال بعضهم ان الموضع يرم ويسود ويسيل منه شئ قليل مائي ويستطلق البطن ويضيق النفس ويعسر البول وينقطع الصوت وتسترخي الأعضاء ويغلب على البدن حالة كالنسيان ويحدث الكزاز وتسقط الأسنان ويموت صاحبه * (فصل في العلاج) * علاجهم قريب من علاج الأصلات والأفاعي من حيث يسقون شرابا كثيرا ويقيؤن عليه بعد التغذية بمثل الطرنج والسمك المالح والثوم ويكرر عليهم القئ ثم يأكلون بعد ذلك الخبز بالسمك المكبب على الجمر ويأكلون الزبيب وبزر الفجل أيضا مما ينفعهم وخصوصا بشراب وعصارة الخشخاش مع أصل السوسن الأسمانجوني بشراب وقد ينفعهم بياض البيض بشراب وقد ينفعهم من حيث نزف الدم التضميد ببقلة الحمقا ودقيق الشعير وورق الكرم المطبوخ أو لسان الحمل أو العفص ومما يحبس الدم بالكي الكراث والأنجرة والسذاب بدقيق الشعير وبياض البيض * (فصل في الحية المعطشة) * قالوا ان الحية المعطشة طولها شبر واحد وعلى بدنها آثار سود كثيرة ورأسها صغير وعنقها غليظ ويبتدئ خلقها من عنق غليظ إلى ذنب دقيق وقال قوم ان أكثر ما تكون هذه في بلاد لوبية والشام وصورتها صورة الأفعى ولون مؤخرها إلى الأذناب إلى السواد وتنساب مشيلة ذنبها وقال قوم انها تكون في السواحل قالوا ويعرض لملسوعها أن يحترق بطنه ويلتهب فلا يروى من الماء بل لا يزال يشرب من غير خروج شئ ببول أو عرق حتى ينتفخ بدنه كله ويجرى الماء في جميع عروقه * (فصل في العلاج) * تدبيرهم بعد المشتركات من التدبير والزامهم شرب الدهن الكثير والقذف ثم حقنهم بما يخرج الأثفال والرطوبات ويجذب الماء إلى أسفل ان يعطوا المدرات مثل طبيخ الكرفس والسنبل الهندي والدارصيني والأسارون والساليوس والفطر اساليون ونحو ذلك ويضمدوا من خارج بالملح والنورة والزيت وبالأضمدة التي نذكرها لمن عضه الكلب الكلب * (فصل في القفازة والطفارة) * هذه حيات صغار قصار دقاق ربما كمنت على الأشجار راصدة وترمى بأنفسها على من يمر بها وتثب منزعجة إليه أقول ان جنسا من هذه الحيات رأيتها بنواحي دهستان هي إلى الحمرة وهي خبيثة جدا وقالوا يعرض من نهشها وجع شديد وورم حار في جميع البدن ان كان من الجنس الذي رأيناه فيعرض منها الهلاك قالوا (وعلاجها) العلاج
(٢٤٥)