المنزوع الأحشاء ويقدد ويشرب منه مثقالان بشراب وقد بلغني ان شرب زبل الناس ترياق لذلك * (المقالة الثانية في السموم المشروبة الحيوانية) * هذه السموم المشروبة الحيوانية منها ما هي لحم ذلك الحيوان وجملة بدنه كيف كان ومنها ما هي عضو خاص من حيوان ومنها ما هي رطوبة منه وكل قسم على قسمين فمن ذلك ما يكون لجوهره مثل لحم الضفادع الأجامية ومنها ما يكون لعارض يعرض له مثل السمك البارد والشواء المغموم واللبن الجامد في المعدة * (فصل في الحيوانات التي تقتل جملة أجسادها أو تفسد) * اما القسم الأول من قسميه فكالوزغة والذراريح والضفادع والأرنب البحري والحرذون وأما القسم الثاني فالسمك البارد والشواء المغموم * (فصل في الذراريح) * الذراريح حادة حريفة قتالة تحدث مغصا ووجعا في الأحشاء وبالجملة وجعا ممتدا من الفم إلى العانة وأيضا عند الورك والكليتين والشراسيف وتقرح المثانة تقريحا موجعا مورما ويورم القضيب والعانة ونواحيها بالتهاب شديد ويقيم إلى البول فإذا أراد صاحبه أن يبول فاما أن لا يستطيع واما أن يبول دما وقطع لحم بوجع شديد وقد يعرض مع ذلك اسهال سحجي وغثى واختلاط عقل وسقوط عند القيام وغشي وثقل وأكثر نكايته بالمثانة ويجد صاحبه في فيه طعم القطران والزفت وأضر ما تكون هذه الحيوانات فيما يلي طلوع الشعرى قبل وبعد في الخريف * (فصل في العلاج) * يجب أن يقيأ ويحقن بماء تودري ويجب أن يقع فيما يقيأ به ويحقن النطرون وطبيخ التين أيضا وتكون التقيئة متداركة وان رأى أن يفصد حفظا للمثانة فعل ثم يسقى اللبن سقيا متداركا ولعاب بزرقطونا وماء الرجلة والزبد الكثير ثم يحقن في هذا الوقت بماء الشعير والخطمي وبياض البيض ولعاب بزر الكتان أو بماء الشعير وماء الأرز أو طبيخ الحلبة أو طبيخ الخندروس والأمراق الدسمة ودهن اللوز وشحم الإوز وصفرة البيض النيميرشت والسمن والعسل والجلاب ودهن اللوز ومخيض البقر جيد له وينقيه بماء العسل وحب الصنوبر الكبار والصغار والميبختج بشحم الإوز وشراب العسل والمطبوخ بالحبوب المدرة مثل حب البطيخ والقثاء وطبيخ التين وشراب البنفسج وقيل إن سقى دهن السفرجل ترياق له ودهن السوسن وكذلك طين شاموس وينفعهم الاسهال بشراب ادرومالي ويجب أن يقطر في إحليل شاربها دهن الورد لا بالزراقة بل بقمع لطيف ألين ما يكون ويستعمل الأبزن الفاتر * (فصل في الأرنب البحري) * يعرض لمن سقى منه ضيق منه ضيق نفس وعسره وحمرة عين وسعال يابس ونفث دم وعسر البول وبول الدم أو بول بنفسجي ووجع في المعدة وقى مفرط لصفراء ودم ويرقان وكرب وجع كلية وبرازه يكون بنفسجيا وربما كان مخاطيا ويعرق عرقا منتنا يعاف الطعام وإذا رأى السمك اشمأز منه فإذا صار لا يشمئز منه فقد عوفي ويجد طعم السمك
(٢٣١)