فلذلك لا يحتاج إلى طبخ كثير كما يحتاج الذي قبله وأكثر ما يبقى من الأول الذي يمزج إلى هذا المقدار نصفه واعدل طبخه حتى يختلط بها جيدا ولا يبقى الخل نيا ويعمل السكنجبين إذا خلطت الأنواع الثلاثة من أول شئ فتصب من الخل جزء أو من العسل جزأين ومن الماء أربعة اجزاء ويطبخ حتى يبقى الربع وتنزع رغوته فإذا أردت ان تجعله أقوى جعلت الخل مثل العسل ويشرب كما يشرب الشراب ممزوجا ولا تشربه دائما بل يوما ويوما لئلا يضر بفم المعدة فإنه يغوص في المفاصل ويحدر الكيموس من الأمعاء السفلى ويحلل الرطوبة من البدن ومنهم من يشربه بلا ماء يريد به ان يجلو الرطوبة من فم المعدة ويحدرها إلى أسفل والذي يشربه يصبر عليه إلى نصف النهار ثم يستعمل الفروج بالزيرياج * (صنعة سكنجبيننا) * تأخذ السكر الفائق ويسوى ظهره في طنجير ويصب من الخل الثقيف خل الخمر ما يظهر عيونه تحت السكر ولا يغطى السكر وان شئنا ان لا يحمض نقصنا من هذا القدر ثم نضعه على جمرا ونار ضعيفة حتى يذوب وننزع رغوته بأصول الطاسات وتأخذها بخرقة وانما ننزعها برفع ووضع دون غرف فإذا تنقى صببنا عليه الماء حتى يرق ثم طبخناه وقومناه ثم ينزل ويستعمل فإنه نافع جدا * (صنعة سكنجبين مسهل للصفراء) * يؤخذ عسل منزوع الرغوة أو سكر وخل ثقيف كما وصفته أولا ويطبخ بنار لينة وتؤخذ عصارة قثاء الحمار وسقمونيا بالسوية أوقية أو أكثر أو أقل بمقدار الحاجة على قدر ما تريد واسحقه واجعله في خرقة كتان وعلقه في القدر وامرسه كل ساعة حتى يذوب ولا يبقى في الخرقة شئ فإذا انعقد فارفعه من النار وقوم يطبخون بدل السقمونيا أصل السقمونيا مع أصول الكرفس وأصول الرازيانج في أول الطبخ * (صنعة سكنجبين آخر ينقص البلغم) * يؤخذ عسل وخل اشقيل مع الأصول المذكورة فيطبخ ويؤخذ من الدند الصيني ولب القرطم ما تعلم أنه يصلح لقوة الرجل واسحقه واجعله في صرة وعلقه في القدر مثل الأول واستعمله * (صنعة سكنجبين آخر ينقص السوداء) * يؤخذ عسل أو سكر وخل ويطبخ كما يطبخ الأول ثم خذ من الأفتيمون ما تريد وبسفايج وخربق اسود واسحقه واجعله في صرة وعلقه في القدر واطبخه مثل الأول * (عمل خل الأشقيل) * تأخذ الأشقيل الأبيض منقى وتقطعه بسكين خشب وتشكه بخيط من غير أن تلتصق القطع بعضها ببعض أو تثقبه وتجعله في خيط ولا يكون واحد بجنب الآخر ويجفف في الظل أربعين يوما ثم خذ منه منا والق عليه ثمانية عشر رطلا خلا جيدا واجعله في الشمس ستين يوما ويغطى الاناء جيدا ثم اخرج منه الأشقيل واعصره وصفه منه بخرقة وقوم يأخذون لكل من من الأشقيل سبعة أرطال ونصفا خلا وآخرون لا يجففون الأشقيل لكن ينقونه ويطرحونه في ذلك الوزن بعينه ويتركونه ستة أشهر فيكون ما يعمل على هذه الصفة أكثر اسهالا وينفع إذا تمضمض به الفم والعمور والدم السائل منها بقطعه لأنه يقبض وينشف الرطوبة من العمور والأسنان ويصلب الأسنان التي تتحرك ويطيب الفم والنكهة وينفع من البخر وان سقى منه جلا قصبة الرئة وصلبها ويصفى
(٣٦٥)