ولا يغمز شديدا ولا ينضغط ولا تنقص عنها لرباطات نقصانا كثيرا فتصير الجبائر مزحمة غمازة وإذا رأيت شيئا من ذلك فمل إلى النقصان حتى تصيب الاعتدال ولا يجب ان تلاقى الجبائر موضعا معرقا لا لحم عليه بل هو عصباني عظمي * (فصل في كيفية استعمال الجبائر بالتغير والتفصيل) * الوقت الذي يجب أن توضع الجبائر هو بعد خمسة أيام فما فوقها إلى أن تؤمن الآفات وكلما عظم العضو وجب ان تبطئ بوضع الجبائر وكثيرا ما يجلب الاستعجال في ذلك آفات من الأورام والحكة ونفاطات لكن إذا أخرت الجبائر فيجب أن يكون هناك ما يقوم مقامها من جودة الربط بالعصائب ومن جودة النصب فان لم يمكن ذلك فالبد من الجبائر ولو في أول الامر ويجب ان تلزم الجبائر الرباطات والرفائد الزاما ضابطا مستويا منطبقا مهندما يكون أغلظه عند الكسر ولا تغمز به شديدا بل تزيد في الشد يسيرا يسيرا مع تجربة العليل لحال نفسه وان كانت الرباطات والرفائد تجافى بها فلا يكثر منها ومن لفاتها فإنها إذا تجافت كان الربط رخوا ويجب أن لا تربط الرباطات العليا على الجبائر ربطا يلويها ويزيلها عن هندام وضعها ويجب أن تحل الرباطات ضرورة لا اختيارا في كل يومين في أول الامر وخصوصا إذا حدثت حكة وحينئذ ينبغي أن تفعل ما أمرنا به وإذا جاوز السابع من الشد حللت في مدة أبطأ وفي كل أربعة وخمسة فان في هذا الوقت يكون أمان من الحكة والورم وهنالك أيضا يرخى قليلا من الرباط لئلا يمنع نفوذ الغذاء ولو أمكنك ان تمسك الجبائر ولا تحلها ولو إلى عشرين ولم تكن مضرة لم تحلها ولكن قد تحل في بعض الأوقات لا لسبب ظاهر ولكن لاحتياط وتطلع إلى ما حدث ونظر إلى المكشوف من اللحم ان كان هل تغير لونه وحاله وقد علمت أنه يجب ان لا يبلغ بالشد مبلغا يمنع وصول الغذاء إلى الكسر فإنه لن ينجبر الا بالدم والغذاء القوى الذي يصل إليه ولا تستعجلن في رفع الجبائر وطرحها وان آنست التصاقا فربما عرض من ذلك أن يكون الدشبذ لم يستحكم بعد فيعوج العضو ولإن تبقى الجبائر على العضو مع الاستغناء أحرى من أن تضعها عنه قبل الاستغناء فلا تستعجل وأخر * (فصل في الكسر مع الجراحة) * وإذا اجتمع كسر وجراحة فليرفق المجبر بالجبر رفقا شديدا وليبعد الجبائر عن موضع الجراحة وليضع على الجراحة ما ينبغي من المراهم وخصوصا الزفتي وقوم يأمرون بان يبتدأ بالشد من جانبي الجرح ويترك الجرح مكشوفا وهذا يحسن إذا كان الجرح ليس على الكسر نفسه ثم يجب أن يكون عليها ستر آخر يغطيه عن الهواء وان كان على الكسر فيجب أن يحتال في تشكيل الشد بحيلة حتى يقع وينقى من كل جانب ويخلى يسيرا عن الجرح نفسه بهيئة موافقة لذلك وتبل الرفائد بشراب أسود عفص وهذه الحيلة هي أن يوضع طرف الرباط على شفة الجرح ثم يورب إلى خلف ويؤتى برباط آخر ويوضع على الشفة الأخرى السافلة ثم يتمم سائر الربط على ما ينبغي ثم يورب حتى يبقى الجرح نفسه (مفتوحا) وما عداه يكون مستوثقا منه قد علا رباط ونزل رباط ووقع على موضع الكسر شد شديد وبقى الجرح مفتوحا لك أن تكشفه متى شئت ولك أن تجعل على الجبائر ثقبا بحذاء ذلك ليصل دواء الجراحة إليها ويمكن اخراج الصديد عنها ويكون ذلك بحيث يمكن التغطية عليهما جميعا بعد ذلك فان ترك الجرح مكشوفا ردئ وخصوصا في البرد بل يجب أن يكون غير مضغوط
(٢٠٣)