* (فصل في تسمين عضو عضو كاليد أو الرجل أو الشفة أو الانف أو القلفة أو القضيب) * الممكن في ذلك ما يختص بذلك العضو وليس ذلك من جهة المأكول والمشروب فان ذلك عام للبدن بل من جهة جذب الغذاء إليه وحبسه عليه وتحويله إلى طبعه وذلك كما علمت بالدلك المحمر بالخشونة وبالأدوية المحمرة ثم بالدلك الذي هو أقوى ويصب الماء الفاتر ثم يطلى الزفت وقوم يجعلون العلق البرية وهي الدود الحمر في قوة الزفت وقد علمت في أول الأبواب كيف يستعمل الزفت ويعينك على ذلك توجيه المادة إليه بسد الطريق عنه إلى غيره أو عن مقسم الغذاء إلى غيره وقد عرفت جميع ذلك وبعض الأعضاء تختص به أعمال من اعمال الحديد مثل الشفة والأنف والاذن وقد قيل في غير هذا الباب إذا كانت الشفة والأنف ناقصين فيجب ان يبط الوسط ويكشط الجلد عن الجانبين ويقطع اللحم الذي في الوسط ما صلب منه فيطول ويزول التقلص * (فصل في عيوب السمن المفرط) * ان السمن المفرط قيد للبدن عن الحركة والنهوض والتصرف ضاغط للعروق ضغطا مضيقا لها فينسد على الروح مجاله فيطفا كثيرا وكذلك لا يصل إليهم نسيم الهواء فيفسد بذلك مزاج روحهم ويكونون على حذر من أن يندفع الدم منهم أيضا إلى مضيق فربما انصدع عرق بغتة انصداعا قاتلا وفي مثل هذه الحال والحال التي قبلها يحدث بهم ضيق نفس وخفقان فليتدارك حينئذ حالهم بالفصد وهؤلاء بالجملة معرضون للموت فجأة وبالجملة فان الموت إلى العيال البالغين فيه أسرع وخصوصا الذين عبلوا في أولى السن فهم دقاق العروق مضغوطوها وهم معرضون للسكتة والفالج والخفقان والذرب لرطوبتهم ولسوء النفس والغشي والحميات الرديئة ولا يصبرون على جوع ولا على عطش بسبب ضيق منافذ الروح وشدة برد المزاج وقلة الدم وكثرة البلغم ولن يبلغ الانسان المبلغ العظيم من العبالة الا وهو بارد المزاج ولذلك هم غير مولدين ولا منجبين ومنيهم قليل وكذلك العبلات من النساء لا يعلقن وان علقن أسقطن وشهوتهن أيضا ضعيفة وهؤلاء جميعهم إذا عولجوا بالأدوية لم تكد الأدوية تنفذ في عروقهم إلى أعضائهم الألمة وإذا مرضوا لم يحسوا به بسرعة لان حسهم ضعيف وقصدهم صعب وفي اسهالهم خطر فربما حرك أخلاطهم فلم يمكنها ان تنفذ في العروق راجعة لانضغاطها فربما أتلف ذلك فان عملوا شيئا أوهنهم لان حارهم الغريزي ضعيف لان مكانه ضيق وقد ذكرنا ان الفاصل هو المعتدل وخصوصا في الشبيبة والعبالة المتوسطان وان كدت وأضعفت عن الحركة فإنها بما يصحبها من الدلائل على الرطوبة مبشرة بطول العمر * (فصل في التهزيل) * تدبير الهزال هو ضد تدبير التسمين وهو تقليل الغذاء وتعقيبه الحمام والرياضة الشديدة مع تبعيد وجعله من جنس ما لا يغذو أو من جنس ما غداؤه يابس أو حريف أو مالح مثل العدس والكوامخ والمخللات وليكن خبزهم الخشكار وخبز الشعير ولتكثر التوابل الحارة في طبيخهم ومما يعين على تقليل غذائهم ان يجعل غذاؤهم المذكور مع ما وصف دسما جدا ليشبع بسرعة خاصة إياهم فان شهواتهم ضعيفة وليكن طعامهم وجبة وليعن بتحليل مادة ان اجتمعت منه وتعين عليها شدة خلخلة البدن منهم بالرياضات العنيفة وتخشين الملبس والمضجع تبديل الماء البارد إلى الحار والهواء البارد إلى الحار والتكشف
(٣٠٤)