بالذي دونه فاما الأدوية المنقية القوية للقوى فمثل أن يؤخذ سحالة الحديد مع اللك والأطريفل ويطلى عليه وعندي ان صدأ الحديد أجود وكذلك الزنجار يغرز بإبرة ويطلى عليه النورة والعسل أو يطلى عليه الميويزج والعسل أو عصارة الفوتنج وبياض البيض وللعاصي الزرنيخ وحجر الفلفل واما الأدوية الخفيفة للخفيف فالباقلا ودقيق الحمص وبزر الفجل والرية والطين الرخو السخيف وقشور البطيخ وشحم الحمار جيد جدا وخصوصا إذا قرن به بعض المذكورات وأما آثار الضرب فان التمسح بدهن السوسن يذهبها سريعا ثم اقرأ ما سنذكره في باب الزينة * (المقالة الرابعة تفرق الاتصال في العصب وما يتعلق بالجبر من تفرق الاتصال للعظام) * * (فصل في جراحات العصب وما يجرى مجراه وقروحها) * ان العصب لشدة حسه واتصاله بالدماغ تعرض له من الجراحات أوجاع شديدة جدا وآلام عظيمة جدا كالتشنج واختلاط العقل وكثيرا ما يؤدى إلى التشنج من غير تقدم ألم صعب ولا يكون فيه بد من أن يكون هناك ورم عظيم من غير وجع عظيم وأسهل أحواله الحميات وأورام كثيرة تظهر في غير موضع الجراحة وعطش وسهر وجفوف لسان خاصة إذا حدث هناك ورم وكذلك حال جراحات أوتار العضل وخصوصا في جانب رأسها وإذا ورم العصب وما يشبهه أو أصابه برد تشنج وان أصابته عفونة فسد العضو ورما والعفونة تسرع إليها لأنها مخلوقة من رطوبة أجمدها وعقدها البرد ومثل هذا تسرع إليه العفونة من الرطوبة ومن الحرارة الرطبة فتنطبخ فيه فلذلك المياه باردها يضر من حيث يشنج وحارها من حيث يعفن وكذلك الدهن لكن الدهن ربما احتيج إلى المسخن منه لضرورة اسكان الوجع أو لترقيق الأدوية وتسييلها وتكون الأدوية مقاومة لكيفيته المرطبة والنخسة وحدها قد تفعل هذا الفعل وقد يتورم المجروح منها أيضا ورما ظهوره أبطأ وكذلك نضجه وقبوله للعلاج أيضا وقد يتقرح العصب قروحا أبطأ التحاما وابطا نضجا وكل جراحة تقع في العصب فاما نخس واما شق والشق اما أن يكون مع انكشاف العصب أو من غير انكشافه وكل ذلك اما طولا واما عرضا والجراحة الواقعة طولا في العصب أسلم من الواقعة عرضا فان الليف الصحيح يتألم من مجاورة المقطوع ويتأذى به ويؤدى إلى الدماغ فيوقع التشنج وأمراضا عظيمة وقد يضطر أيضا حينئذ كثيرا إلى قطع المجروح والمنخوس بكليته فيستراح منه وتزول الاعراض الرديئة والجراحة في الأغشية أخف أمرا منها في الأوتار فضلا عن العصب وأنت تعرف الغشاء بالمشاهدة وبما عرفته من التشريح ومن أن الغشاء مبرم لا يرى فيه مسالك الليف طولا والوتر الغشائي ترى فيه مسالك الليف طولا والوتر الغشائي صلب جدا وليس الغشاء في صلابته والغشاء يحتمل الخياطة والجراحة والخرق التي تصيب الرباطات الثابتة من عظم إلى عظم فليس فيها مكروه ويحتمل أشد العلاج ولا يخف من انبتار الأعصاب ما يخاف من انشداخها ومن انقطاع بعضها عرضا وان كان العضو يزمن * (فصل في قانون علاج تفرق اتصال العصب) * دواء جراحات العصب هو الحار اليابس
(١٨٠)