الرابع ويكون فيه عرق بارد ونحو ذلك وما كان مثل السرسام فإنما يكون بحرانه في أكثر الامر إلى الحادي عشر مع حدته لان ابتداء معظمه يكون في الأكثر بعد الثالث والرابع ثم يبحرن في أسبوع ثم القول في الحميات وأيام البحران * (الفن الثالث كلام مشبع في الأورام والبثور يشتمل على ثلاث مقالات) * * (المقالة الأولى في الحارة منها والفاسدة) * قد تكلمنا في الكتاب الأول في الأورام وأجناسها ومعالجاتها كلاما كليا لابد ان يرجع إليه من يريدان يسمع ما نقوله الآن واما في هذه الموضع فانا نتكلم فيه كلاما جزئيا * (فصل في الأورام والبثور) * نقول ان كل ورم وبثر إما حار واما غير حار والورم الحار اما عن دم أو ما يجرى مجراه أو صفراء أو ما يجرى مجراها وما كان عن دم فاما عن دم محمود أو دم ردئ والدم المحمود اما غليظ واما رقيق والمتكون عن الدم المحمود الغليظ هو الفلغموني الذي يأخذ اللحم والجلد معا ويكون مع ضربان وعن الرقيق الفلغموني الذي يأخذ الجلد وحده وهو الشرى ولا يكون مع ضربان واما الكائن عن الدم الغليظ الردئ فتحدث عنه أنواع من الخراجات الرديئة فان اشتدت رداءته واحتراقه حدثت الحمرة وأحدثت الاحتراق والخشكريشة وشر منها النار الفارسي وعن الرقيق الردئ يحدث الفلغموني الذي يميل إلى الحمرة مع رداءة وخبث فان كان ارق كانت الحمرة الفلغمونية وان كان أردأ أكثر حدثت الحمرة ذات النفاخات والنفاطات والاحتراق والخشكريشة واما الصفراوي فاما عن صفراء لطيفة جدا لا تحتبس فيما هو داخل من ظاهر الجلد وهي حريقة فتكون منها النملة اما الساعية وحدها وهي الطف واما الساعية الأكالة وهي رديئة أو عن صفراء أغلظ من هذه وأقل حرارة وتحتبس في ادخل من الأولى في الجلد وكان فيها بلغم وتكون منها النملة الجاورسية وهي أقل التهابا وأبطأ انحلالا وان كانت المادة أغلظ وأردأ حدثت النملة الأكالة فان كانت تجاوز في غلظها إلى قوام الدم وكانت رديئة أحدثت حمرة رديئة وجميع ذلك تكون المادة فيه رديئة لطيفة وان اختلفت بعد ذلك وتكون للطافتها تدفعها الطبيعة فلا تحتبس في شئ الا في الجلد وما يقرب منه وإذا كثرت مادة الورم الحار وعظم الورم جدا فهو من جملة الأورام الطاعونية القتالة ومن جملتها المذكورة المعروفة بتراقيا وهذه الأصناف الرديئة وما يشبهها تكثر في سنة الوباء والردئ من الأورام الحارة الذي لم ينته إلى انحطاط يتبعه اللين والضمور ولا إلى جمع مدة بل إلى افساد العضو فليس يكون دائما عن عظم الورم وكثرة المادة بل قد يكون عن خبث المادة واعلم أن الأورام قلما تكون مفردة صرفة وأكثرها مركبة واعلم أن كل ورم في الظاهر لا ضربان معه فإنه لا يقيح واما في الباطن فقد قلنا فيه * (فصل في الفلغموني) * قد عرفت الفلغموني وعرفت علاماته من الحرارة والالتهاب وزيادة الحجم والتمدد والمدافعة والضربان ان كان غائصا وكان بقرب الشرايين وكان العضو يأتيه عصب يحس به ليس ككثير من الأحشاء كما علمت حاله وكلما كانت الشرايين فيه أعظم وأكثر كان ضربانها وايجاعها أشد وتحللها أو جمعها أسرع وإذا كان الفلغموني في عضو
(١١٣)