الأول وأكثرهم يموتون بالغشي ودفعه وبعضهم يموت بتدريج وربما كان الانحطاط انحطاط دور لاسترخاء لقوة وتحلل الحرارة الغريزية فيظن انحطاطا حقيقا النبض في الانحطاطين مختلف فإنه في الحق يقوى وفي الباطل يسترخي وفي الحقيقي يستوى وفي الباطل يختلف ويخرج عن النظام وأما في الانحطاط الكلى فلا يموت الا لأسباب عنيفة من خارج تطرأ على المريض وهو ضعيف مثل حركة أو قيام أو غضب وقد يعرض مثل هذا أيضا للأول ويسبق مثل هذا الموت عرق لزج يسير وكثيرا ما يموت الانسان في الجدري في انحطاطه وكثيرا ما يتقدمه عرق غير مستو وإلى البرد وربما كان في الرأس والرقبة وحدة أو في الصدر وحده وإذا كان الجلد في النزع يابسا ممتدا فلا يكون الموت بعرق وبضده يكون بالعرق لكن أكثر الموت في الأمراض القتالة يكون من وجه ما في الوقت الذي يكون البحران الجيد في الأمراض السليمة مثل انه ان كانت العلة في الأزواج كان الموت في الأزواج أو في الافراد كان الموت في الافراد واعلم أن المحرقة وما يشبهها تجلب الموت عند المنتهى من النوبة وتحدث معه اعراض رديئة من اختلاط العقل واشتداد الكرب أو السبات والضعف عن احتمال الحمى ثم يحدث صداع وظلمة عين ووجع فؤاد وقلق والبلغمية تجلب الموت في أول النوبة وحينئذ يكون البرد متطاولا ولا يسخن والنبض صغيرا جدا رديئا ويشتد السبات والكسل وبالجملة فان كل ذلك يجلب الموت في الساعة التي يشتد فيها على المريض أكثر ابتداء كان أو صعودا أو منتهى والموت في التزيد الظاهر قد يقع في القليل وإذا تأملت علامات الموت في وقت وقت مما ذكرنا فلم تجدها فلا تخف فان وجدتها فاحدس انه يكون موت فان كان مع ذلك شئ من العلامات الرديئة المذكورة فاجزم وفي أكثر الامر ان كانت النوائب افرادا فإنه يموت في السابع أو أزواجا فإنه يموت في السادس لا سيما إذا كان المرض سريع الحركة * (فصل في دلائل الموت من غير بحران) * من ذلك ضعف القوة وعجزها عن مقاومة المرض ومن ذلك تأخر علامات النضج البتة ومن ذلك قوة المرض مع بطء حركته وإذا اجتمع جميع هذا كان أدل * (فصل في أحوال تعرض للناقهين) * قد يعرض للناقهين النكس إذا كان بهم ما ذكرتا في باب النكس ويعرض لهم اشتداد القوة وضعفها بحسب ما ذكرنا في باب تدبيرهم ويعرض لهم أن لا ينتفعوا بما يتناولون ولا يرجع به بدنهم إلى قوة وتعرض لهم الخراجات إذا لم تكن قد استنقت أبدانهم عن اخلاطها بالاستفراغ وقد يعرض لهم فساد بعض الأعضاء لاندفاع المادة إلى هناك وقد تعرض لهم أمراض مضادة للأمراض التي كانت بهم إذا كان قد أفرط عليهم في مضادة ما بهم مثل أن يعرض لهم ثقل اللسان والفالج والقولنج البارد والسكتة والصرع والصداع اللازم والشقيقة وما أشبه ذلك إذا كان التبريد والترطيب قد جاوزا القدر وقد تعرض لهم الحكة كثيرا ويزيلها الماء الفاتر ويعرض لهم أن تبيض شعورهم لعدم شعورهم الغذاء ولتفشي الرطوبة الغريزية التي تقيم السواد كما يعرض للزروع إذا جفت فتبيض ثم إذا حسنت أحوالهم عاد سواد شعورهم كما يعرض أيضا للزرع إذا سقى
(١٠٥)