الماء والدهن الفاتر وضع عليه من بعد وبآخرة مرهم الباسليقون ثم الكتاب الرابع من كتاب القانون والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم * (الكتاب الخامس في الأدوية المركبة وهو الاقرباذين) * * (بسم الله الرحمن الرحيم) * لقد فرغنا في الكتب الأربعة عن ذكر جل العلم النظري والعملي الحافظ للصحة والعملي المعيد للصحة وحان لنا ان نختم كتب القانون بالكتاب الخامس المصنف في الأدوية المركبة ليكون كالقراباذين للكتاب وقسمنا هذا الكتاب إلى مقالة علمية نشير فيها إلى أصول علم التركيب والى جملتين جملة في المركبات الراتبة في القراباذينات وجملة في الأدوية المركبة المجربة في مرض مرض فإذا أوردنا هذه الوجوه الثلاثة ختمنا الكتاب * (المقالة العلمية في الحاجة إلى الأدوية المركبة) * انه قد لا نجد في كل علة خصوصا المركبة دواء مقابلا لها من المفردات ولو وجدنا لما آثرنا عليه بل ربما لم نجد مركبا نقابل به مركبا أو نجده الا انا نحتاج إلى قوة زائدة في أحد بسيطيه فنحتاج إلى أن نضيف إليه بسيطا يقوى قوته كالبابونج فان فيه قوة تحليل أكثر وقوة قبض أقل فتشتد قوة القبض بدواء بسيط قابض نضيفه إليه وربما وجدنا دواء مفردا مسخنا ولكن حاجتنا ماسة إلى سخونة أقل منها فنحتاج أن نضيف إليه مبردا أو أكثر منها فنحتاج أن نضيف إليه مسخنا آخر وربما نحتاج إلى دواء يسخن أربعة اجزاء ولم نجد الا ما يسخن ثلاثة اجزاء وآخر يسخن خمسة أجزاء فنجمع بينهما راجين ان يحصل من الجملة مسخن لأربعة اجزاء وربما كان الدواء الذي نريده بالغا فيما نريده لكنه ضار في أمر آخر فنحتاج إلى أن نخلط به ما يكسر مضرته وربما كان بشعا كريها عند الطيع تعافه المعدة فتقذفه فنضيف إليه ما يطيبه وربما كان الغرض فيه ان يفعل في موضع بعيد فنخاف أن تكسر قوته الهضم الأول والهضم الثاني فنقرنه بحافظ غير منفعل يصرف عنه عادية الهضمين حتى يبلغ العضو المقصود سالما كما يوقع الأفيون في أدوية الترياق وربما كان الغرض فيه البذرقة كما يلقى الزعفران في أقراص الكافور حتى يبلغها القلب لكنها إذا بلغت القلب عمدت القوة المميزة فسلخت عنها الزعفران فأبطلته وأعملت المبردات المطفئات في القلب كما تفعل القوة المميزة بتفريق قوى التحليل والقبض كان الدواء طبيعيا أو معمولا فيسرح المحلل إلى نفس العضو الألم فيحلل المادة والرادع إلى مجاري المادة فيمنع المادة وربما أردنا دواء يلبث في ممره قليلا حتى يعمل هناك عملا فائقا كثيرا ثم يكون ذلك الدواء سريع النفوذ فنركبه بمثبط مثل كثير من الأدوية المفتحة فإنها سريعة النفوذ عن الكبد وربما كانت الحاجة ماسة إلى لبث منها في الكبد فنخلط بها أدوية جاذبة إلى ضد جهة الكبد كبزر الفجل الجاذب إلى فم المعدة فيتحير الدواء قدر ما تصل منفعته إلى الكبد ثم ينفذ وربما كان الدواء الذي نجده مشتركا لطريقين وغرضنا في طريق واحد فنقرن به ما يحمله إلى ذلك كما نجعل الذراريج في الأدوية المدرة المفتحة ليصرفها عن جهة العروق إلى جهة الكلى والمثانة * واعلم أن الكثير من
(٣٠٩)