هذه الحمى وتمنع ان ينتقل إلى العفونة وخصوصا إذا بالغت وقاربت الغشي وان لم تحس بكثرة الأخلاط بل أحسست بالسدد وانها حادثة عن غلظها ولزوجتها فربما لم تحتج إلى فضل فصد واستفراغ بل احتجت إلى التفتيح والتفتيح هو بالجو إلى من الأغذية والأدوية ولما كانت العلة حمى فليس يمكن أن برجع في التفتيح إلى الجو إلى الحارة بل ما بين السكنجبين الساذج إلى السكنجبين البزوري ومن ماء الهندبا إلى ماء الرازيانج والغذاء مما فيه غسل وليس فيه لزوجة مثل كشك الشعير والسكر مع أنه قريب من الغذاء ففيه تفتيح وجلاء فلا بأس بان يخلط بكشك الشعير ثم يجب أن تنظر إذا استفرغت ان وجب استفراغه وفتحت بمثل ما ذكرناه هل نقصت الحمى ووهنت وهل ان كانت قد تنوب ضعفت نوبتها الثانية عن الأولى ونظرت إلى البول فوجدته ليس عديم النضج وفي النبض فوجدته لا يدل على عفونة استمررت على هذا التدبير وأدخلت العليل في اليوم الثالث بعد النوبة في الحمام وقت تراخى النوبة المنتظرة ان كانت إلى خمس ساعات ومرخته ودلكته بأشياء فيها جلاء معتدل مثل ما بين دقيق الباقلا إلى دقيق الكرسنة ودقيق أصل السوسن والزراوند المعجون بشئ من العسل والماء وان جسرت على أقوى من ذلك فرغوة البورق وان حدس ان الحمام يغير من طبعه شيئا ويحدث كقشعريرة لم يلبث فيه طرفة عين فان هذه السدة ليست من جنس ما يفتحها الحمام فإذا خرج من الحمام فلا يجب ان يقرب طعاما ولا شرابا الا بعد امن من النوبة فان أوجب الحال أن يطعم شيئا ولم يضر سقى ما فيه تفتيح مثل ماء الشعير الرقيق الكثير الماء القليل الشعير الكثير الطبخ مطبوخا مع كرفس فان لم تعاوده النوبة فحممه ثانيا ان اشتهى ذلك واغذه وان نابت ناقصة من النوبة الأولى وكان البول جيدا فثق بصحة العلاج وقلة السدد وعالجه بعد اقلاعها بمثل ما عالجت واغذه وان جاءت النوبة كما كانت أو أقوى من ذلك والبول ليس كما يجب فالعلة إلى العفن والعلاج علاج العفن حسبما تعلم ذلك * (فصل في حمى يوم تخمية امتلائية) * قد يحدث من التخم أبخرة رديئة تشتعل حرارة وتلتهب الروح حمى وخصوصا في الأبدان المرارية والتي ليست بواسعة المسام فان أكثر فضولها يبخر أبخرة دخانية ويقل فيها الجشاء الحامض وأقل الناس استعدادا لها هم الذين يأخذون بعد التخمة في الرياضة والحركة والتشمس والاستحمام بعد ما عرض لهم من هذا فتكثر فيهم البخارات الدخانية وخصوصا إذا كان بأبدانهم وجع ولذع وخصوصا في أحشائهم واما عن مادة الجشاء الحامض فقلما تتفق ان تتولد حمى وان تولدت كانت ضعيفة بل لن تتولد ويظن المتولد مع الجشاء الحامض انه لسبب غير التخمة وهؤلاء إذا انطلقت طبائعهم انتفعوا جدا وزالت حماهم لانتقاص العضل الدخاني ويختلف علاج من تحتبس طبيعته منهم ومن تستطلق ومن حم من تخمة ولانت طبيعته مجلسين ثلاثة ثم افتصد قوى عليه الاسهال وربما صار كبديا يدل عليه الخفقان وسواد اللسان ويشبه اعراض حمى الامتلاء اليومية اعراض الحمى المطبقة فيحمر العينان والوجه جدا ويكون التهاب شديد ويعظم النبض ويسرع وتحمر القارورة ثم أكثر ما تبقى ثلاثة أيام واعلم أن حمى التخمة قد تأتى بأدوار أربعة أو سبعة ومع ذلك تكون حمى يوم ولكن نبضه يكون صحيحا (العلامات) علاماته تغير الجشاء إلى حموضة أو دخانية فإذا تغير الجشاء إلى الصحة آذن بالبرد وبول هؤلاء عديم النضج مائي وإذا كان سبب التخمة سهرا كان في وجوههم تهيج وفي أجفانهم
(١٢)