الانف بططناه مستويا بقدر طول الانف وان كان بقرب العين بططناه بطا يشبه رأس الهلال وصيرنا الاعوجاج إلى أسفل وان عرض في الفكين شققناه مستويا لان تركيب هذا الموضع مستو ويعرف ذلك من أجساد الشيوخ وأما خلف الاذنين فانا نبطه مستويا وأما الذراعان والمرفقان واليدان والأنامل والأربيتان فانا نبطها كلها بالطول قال وان كان بقرب الفخذين بططناه بطا مستديرا والبط المستدير هو الذي يأخذ مع أخذ في طول البدن شيئا من عرضه قال لان هذا الموضع إذا لم يبط مستديرا أمكن ان تجتمع فيه المواد وتصير ناصورا وكذلك أيضا تبط ما كان بقرب المقعدة لمكان الرطوبة التي تجتمع فيه وفي الجنب والأضلاع يبط موربا وأما الخصي والقضيب فمستويا قال ويحرص ابدا ان يكون البط متابعا للشكل الكياني ما قدرنا عليه وأما الساقان والعضدان فتشق بالطول وتتحفظ عن أن تصيب العصب واعلم أن البط يختلف بحسب المواضع إذا كان عند العين فبطه مقرنا كشبيه وضع العين وفي الانف بطول الانف وفي الفك وقرب الاذن يشق مستويا لان تركيب هذا الموضع مستو ويعرف ذلك من أجساد الشيوخ فاما خلف الاذن فبط مستو والذراع والساق والفخذ والعضد كله مستو ويصير بالطول وكذلك في عضل البطن وفي الظهر وفي الأربية والإبط اجعله بطا يأخذ من العرض أيضا لئلا يصير فيه مخبأ يصير ناصورا وكذلك ما كان بقرب المقعدة فخذ فيه من العرض أيضا لئلا يحدث مخبأ فصير ناصورا وفي الأنثيين والقضيب مستويا بالطول وفي الجنب والأضلاع حذو الأضلاع هلاليا ليكون مقرنا لان وضع الأضلاع كذلك واللحم الذي عليها قال وتفقد ابدا وضع لحم الموضع وليف عضله لأنا انما نحرص على أن نبط باتباع الموضع لئلا يحدث قطع وليكون موضع الالتحام حسنا غير وحش وليكن في كل حال من همك ان لا تقطع شريانا أو عرقا عظيما أو عصبة أو ليف عضلة والبط بحسب عظم الخراج إذا كان صغيرا يسيل ما فيه من موضع فشقه في موضع وان كان عظيما فبطه بتزيد ثم أدخل إصبعك السبابة اليسرى فيه وبطه حتى تنتهي إلى رأسه ثم ادخل أيضا في البط الثاني وعلى ذلك حتى تأتى عليه فان كان للخراج موضع مستقل يمكن ان يخرج ما فيه منه بططناه في ذلك الموضع وان كان مستديرا أو له شكل لا يخرج ما فيه من بطة واحدة بططنا أسفله من موضعين أو ثلاثة بقدر ما تعلم أن كل ما يجتمع فيه يسيل في الوقت قال وإذا كان الخراج في مفصل أو في عضو شريف أو موضع قريب من العظم أو غشاء أسرعنا في بطه قبل ان يستحكم نضجه لئلا يفسد القيح شيئا من هذه الأعضاء نقول هذا هو التدبير إذا لم تجد بدا من البط فان رجوت انه ينفجر بنفسه فلا تبطه وكذلك ان رجوت انه ينفجر بالأدوية المفجرة وربما وجدت في الأدوية المفجرة ما يقوم مقام البط وكثيرا ما يبط الجلد بطا أو يؤخذ منه شئ ثم يوضع عليه المفجر ليكون أغوص له * (فصل في المفجرات الخارجة) * اما الخراجات السليمة التي لا كثير رداءة فيها فيفتح مثلها الماء الحار ويفجره واما المتعفنة فتتضرر بذلك تضررا شديدا لما يجلب إليها من المادة وإذا رأيت الخراج يصلحه الماء الحار فثق بجودته واعلم أن التضميد بأصل النرجس يفجر كل صعب وخصوصا مع عسل ويغلى جميع ذلك في دهن السوسن أو أصل القصب الطري مع عسل
(١٢٧)