يسمونه قوماطا * ومن الواجب ان يكون مثل هذا الورم القتال يعرض في أكثر الامر في الأعضاء الضعيفة مثل الآباط والأربية وخلف الاذن ويكون أردؤها ما يعرض في الآباط وخلف الاذن لقربها من الأعضاء التي هي أشد رياسة واسلم الطواعين ما هو أحمر ثم الأصفر والذي إلى السواد لا يفلت منه أحد والطواعين تكثر في الوباء وفي بلاد وبيئة وقد وردت أسماء يونانية لأشياء تشبه الطواعين مثل طرفيترس وقوماطا وبوماخلا وبوبوس وليس عندنا كثير تفصيل بين مسمياتها * (فصل في العلاج) * اما الاستفراغ بالفصد وما يحتمله الوقت أو يوجبه مما يخرج الخلط العفن فهو واجب ثم يجب ان يقبل على القلب بالحفظ والتقوية بما فيه تبريد وعطرية مثل حماض الأترج والليمون وربوب التفاح والسفرجل ومثل الرمان الحامض وشم مثل الورد والكافور والصندل والغذاء مثل العدس بالخل ومثل المصوص الحامض جدا المتخذ من لحوم الطياهيج والجداء ويجب ان يكلل مأوى العليل بالجمد الكثير وورق الخلاف والبنفسج والورد والنيلوفر ونحوه وتجعل على القلب أطلية مبردة مقوية مما تعرف من أدوية أصحاب الخفقان الحار وأصحاب الوباء وبالجملة يدبر تدبير أصحاب الهواء الوبائي واما الطاعون نفسه وما يجرى مجراه مما سمى فيعالج في البدء بما يقبض ويبرد وبإسفنجة مغموسة في ماء وخل أو في دهن الورد أو دهن التفاح أو شجرة المصطكى أو دهن الآس هذا في الابتداء ويعالج بالشرط ان أمكن ويسيل ما فيه ولا يترك ان يجمد فيزداد سمية وان احتيج إلى محجمة تمص باللطف فعل وما كان خراجي الجوهر فيجب ان تشتغل عند انتهائه أو مقاربة الانتهاء بالتقييح وإذا كان هناك حمى فتأن في التبريد لئلا ترد المادة إلى خلف والتقييح يكون بمثل النطل بماء البابونج والشبت وسائر المقيحات اللطيفة التي تذكر في أبواب الخراجات قالوا اما قوماطا وميغيلوس فينفعها ضماد برشياوشان والسرمق واللبلاب وأصل الخطمي مع قليل أشق وعسل بالشراب أو دبق مع راتينج وقيروطي أو وسخ كوارة النحل وترمس منقع في خل أو أصل قثاء الحمار مع علك البطم أو نطرون مع تين أو مع خمير * (فصل في الأورام الحادثة في الغدد) * واما الأورام الغددية التي ليست تذهب مذهب الطواعين فربما وقعت موقع الدفوع في البحارين وربما وقعت موقع الدفوع عن الأعضاء الأصلية وربما جلبها قروح وأورام أخرى على الأطراف تجرى إليها مواد فتسلك في طريقها تلك اللحوم فتتشبث فيها كما يعرض للأربية والإبط من تورمهما فيمن به جرب أو قروح على الرجلين واليدين وربما كانت مع امتلاء من البدن وربما لم يكن في البدن كثير امتلاء وعلاجها كما علمت يخالف علاج الأورام الأخرى في أنها لا تبدأ بالدفع ولا تستعمل فيها ذلك بل الاستفراغ بالفصد والاسهال مما لا بد منه واما العلاج الآخر فيتوقف فيه ان أمكن حتى تستبان الحال فان كان على سبيل البحران أو على سبيل الدفع عن عضو رئيس فلا ينبغي ان يمنع البتة بل يجذب إلى العضو أي جذب أمكن ولو بالمحاجم واما ان كان لكثرة الامتلاء فالاستفراغ هو الأصل وتقليل الغذاء وتلطيفه ولا نستعمل الدافعات بل المرخيات مع أنه لا نستعمل المرخيات أيضا من غير استفراغ فربما جنى ذلك على العضو وبجذب المادة الكثيرة
(١٢٢)