وأما الشراسيف إذا تمددت وأوجعت فليس يمكن ان يستدل منها على الموضع نفسه ولا على جهة فان ذلك كالمشترك لجميع الميول * واعلم أن الانتقالات والخراجات تكون في البرد وفصله وفي سن الاكتهال أكثر أما في الأول فلان البرد حابس ممسك وأما في الثاني فلان القوة تعجز عن الدفع التام وقال بعضهم من جاوز الخمسين بل من جاوز الثلاثين قل بحرانه بالخراج والانتقال وليس ذلك بمعتمد بل الانتقال له سببان أحدهما في المادة بأن لا تكون قابلة للدفع الكلى بسبب غلظها في الأكثر وكثرتها في الأقل والثاني في القوة وهو ان لا تكون القوة قوية جدا شديدة التسلط ولا ضعيفة أيضا عاجزة لا تدفع البتة عن الأعضاء الرئيسة والاثنان من هذه الأسباب مناسبان لأوائل الشيخوخة وكثيرا ما تقوم علامات الانتقال فيطرأ عليها استفراغ عظيم وخصوصا ببول غزير أبيض فلا يقع الانتقال * (فصل في علامة ان ذلك الانتقال إلى الأسافل) * حدوث وجع إلى أسفل مع التهاب وانتفاخ من الحالبين والوركين * (فصل في علامة ان ذلك الانتقال إلى الأعالي) * يدل عليه ثقل الرأس والحواس خصوصا السمع حتى ربما أدى إلى الصمم بعد ضيق من النفس وتغير من نظامه كان فسكن كل ذلك بغتة وحدث في الرأس ما حدث وكذلك ان حدث سبات وأكثر هذا يكون بخراج في أصل الاذن وكذلك ان دام درور الأوداج وضربان الأصداغ وحمرة في الوجه لابثة * (فصل في علامات الانتقال إلى مرض آخر) * إذا رأيت المرض الحاد يقوى عند الانحطاط فاعلم أن وجهه إلى المرض المزمن * (فصل في علامات البحران الخراجي) * إذا كانت القوة صحيحة والعلامات جيدة ودامت رقة البول زمانا طويلا فذلك مما ينذر بالخراج وحيث يكون المرض من مادة فيها حرارة وكذلك إذا أقبل العليل من غير بحران ظاهر بل على سبيل انتقال ثم رأيت شرياني الصدغ شديدي الانبساط كثيري الضربان لا يهدءان وترى اللون حائلا والنفس متزايدا وربما رأيت سعالا يابسا فمن به ذلك فهو متعرض لخراج في مفاصله والعضو الذي يختص في المرض بعرق أكثر فهو الذي يتوقع فيه الخراج أكثر وفصل الشتاء وسن الاكتهال على ما ذكرنا من دلائل وقوع البحران بالخراج بل من أسبابه وتكون الخراجات الكائنة حينئذ بطيئة القبول للنضج الا أن المعاودات منها في الشتاء والشيخوخة أقل لما يوجبه البرد من السكون على أن بعضهم قال بخلاف هذا على ما حكيناه وإذا كثر البول المائي عند صعود الحمى دل على أن وجعا يحدث بالأسافل من البدن ومن الدلائل القوية على بحران الخراج تأخر البحرانات الأخرى وتطاول العلة إلى ما بعد العشرين ومثل هذه العلة المتطاولة إذا عرضت فيها أوجاع دفعة في بعض المواضع يوقع الخراج وفي الحميات الاعيائية إذا لم يكن ادرار ثخين ولا رعاف ولا اسهال يوقع خراج المفاصل خصوصا في يوم باحوري ومن الدلائل القوية عليه ان لا يكون ذلك البحران البطئ تاما مع بطئه ولا معاودا بعلامات أخرى والحميات الاعيائية إذا لم تبحرن في الرابع ببول ثخين توقع رعافا فان طال توقع خراجات المفاصل التي تصبت أو إلى جانب اللحيين كان الاعياء من رياضة أو من تلقاء نفسه لكن الخراج الواقع في اللحيين في التمددي أكثر لان
(٨٥)