وهناك ينتثر الشعر عنها ويتغير لونها وربما تأدت إلى تقرح ثم يدب يسيرا يسيرا في البدن كله فإنه وان كان أول تولده في الأحشاء فان أول تأثيره في الأطراف لأنها أضعف على أنه ربما مات صاحبه قبل ان تنعكس غائلته الظاهرة على الأحشاء والأعضاء الرئيسة ويكون موته ذلك بالجذام وبسوء مزاجه * ولما كان السرطان وهو جذام عضو واحد مما لا برء له فما تقول في بالجذام الذي هو سرطان البدن الا أن في الجذام شيئا واحدا وهو أن المرض فاش في البدن كله فإذا استعملت العلاجات القوية اشتغلت بالمرض ولم تحمل على الأعضاء الساذجة وليس كذلك في السرطان * (فصل في العلامات) * إذا ابتدأ الجذام ابتدأ اللون يحمر حمرة إلى سواد وتظهر في العين كمودة إلى حمرة ويظهر في النفس ضيق وفي الصوت بحة بسبب تأذى الرئة وقصبتها ويكثر العطاس وتظهر في الانف غنة وربما صارت سدة وخشما ويأخذ الشعر في الرقة وفي القلة ويظهر العرق في الصدر ونواحي الوجه وتكون رائحة البدن وخصوصا العرق ورائحة النفس إلى النتن وتظهر أخلاق سوداوية من تيه وحقد وتكثر في النوم أحلام سوداوية كثيرة ويحس في النوم كأن على بدنه ثقلا عظيما ثم يظهر الانتثار في الشعر والتمرط فيه خصوصا فيما كان من الشعر على الوجه ونواحيه وربما انقلع موضع الشعر وتتشقق الأظفار وتأخذ الصورة تسمج والوجه يجهم واللون يسود ويأخذ الدم يجمد في المفاصل ويعفن ويزداد ضيق النفس حتى يصير إلى عسر شديد وبهر عظيم ويصير الصوت في غاية البحة وتغلظ الشفتان ويسود اللون وتظهر على البدن زوائد غددية شبيهة بالحيوان الذي يسمى باليونانية ساطورس ثم يأخذ البدن في التقرح إذا كان جذاما غير ساكن ويتآكل غضروف الانف ثم يسقط الانف والأطراف ويسيل صديد منتن ويعود الصوت إلى خفاء ولا يكون قد بقى شعر ويسود اللون جدا * ونبض المجذوم ضعيف لضعف القوة وقلة الحاجة إذا المرض بارد وبطئ غير سريع لضعف البرد ولابد من تواتر إذ لا سرعة ولا عظم * (فصل في العلاج) * يجب أن تبادر فيه إلى الاستفراغ والتنقية قبل أن يغلظ المرض وإذا تحققت أن هناك ما كثيرا فاسدا فيجب أن تبادر وتفصد فصدا بليغا ولو من اليدين فان لم يتحقق ذلك فلا تفصد فان الفصد من العروق الكبار ربما يضره جدا أكثر مما ينفعه ولكنه قد يؤمر بفصده من تفاريق العروق الصغار ان خيف عليه فصد الكبار وعلم أن دما بادرا في الظاهر فيكون ذلك أبلغ من الحجامة والعلق وأقل ضررا بالأحشاء وذلك مثل عرق الجبهة والأنف وأما في الأكثر فالفصد محتاج إليه في علاج هذه العلة ومما يستدعى إلى ذلك ضيق نفسه وعسره وربما احتيج إلى فصد الوداج عند اشتداد بحة الصوت وخوف الخنق فان فصد فيجب أن يراح أسبوعا ثم يستفرغ بمثل أيارج لوغاذيا وأيارج شحم الحنظل ويستفرغ بمطبوخات وحبوب متخذة من الأفتيمون والاسطوخودوس والبسفايج والهليلج الأسود والكابلي والخربق الأسود واللازورد والحجر الأرمني ولا يضر أن يخلط بها شحم الحنظل والسقمونيا أيضا وخصوصا إذا كان هناك صفراء ويضاف إليها صبر وقثاء الحمار والتيادريطوس جيد لهم وأيضا أيارج فيقرا وخصوصا إذا قوى بالسقمونيا من جيد مسهلات المجذومين لا سيما
(١٤١)