الفخذ إلى أشهر ثلاثة أو أربعة وما فوقها ولإن يميل العضو في خطا الانجبار إلى بطنه خير من أن يميل إلى ظهره فيكون ميله في جانب النقل والأسباب التي لأجلها لا ينجبر العظم كثرة التنطيل أو كثرة حل الرباطات وربطها أو الاستعجال في الحركة أو قلة الدم مطلقا أو قلة الدم اللزج في البدن ولذلك يقل انجبار كسر الممرورين والناقهين ومما يدل على الانجبار ظهور الدم مرا كأنه فضل دفعته الطبيعة من كثرة ما توجهه إلى الكسر * (فصل في أصول من امر الجبر والربط) * الجبر قاعدته مد العضو بمقدار ما ينبغي فان الزيادة فيه تشنج وتؤلم وتحدث منه حميات وربما عرض منه استرخاء وذلك في الأبدان الرطبة أقل ضررا لمواتاتها للمد والنقصان منه يمنع جودة الالتئام والنظم وهذا في الخلع والكسر سواء فاما إذا مد على الوجه الذي ينبغي اشتغل بنصبة العظمين على الاستقامة ووضع الرفائد والرباطات على ما ينبغي واعلاؤها بالجبائر واعلاء الجبائر بالرطوبات ويجب ان يسكن العضو ما أمكن الا أحيانا بقدر ما يحتمل إذا لم تكن آفة وورم لئلا تموت طبيعة العضو ويجب ان يحذر الايجاع الشديد عند المد والشد في الكسر والخلع معا وكثيرا ما يعرض من الشد الشديد وابطاء الحل وقلة تعهد ذلك أن يموت ذلك العضو ويعفن ويحتاج إلى قطعه فالمراد في أكثر الجبر حدوث الدشبذ فيما ليس كعظام الرأس فإنها لا ينبت عليها الدشبذ فيجب أن يدبر حتى لا يحدث يابسا ولا قليلا ولا أيضا غليظا كثيرا مجاوزا للحد ومن المعلوم ان عظمه يختلف بحسب العضو ومقدار الكسر في عظمه أو كثرته أو في خلافهما وأنت ستعرف في التفصيل ما ينبغي ان يفعل في ذلك كله عند ذكر التغذية وعند ذكر الشد ويجب عند حدوث الدشبذ أن يهجر الحركات المزعجة والجماع والغضب والحرد فإنه يرقق الدم ويهجر الموضع الحار ويطلب البارد ويعان بأضمدة قوية قباضة فيها حرارة ما وتغرية فيجعل فيها مثل الأبهل وجوز السرو والكثيراء والأدوية الفتقية وإذا عرض للكسر أن لا ينجبر جبرا يعتد به فيفعل به شئ يشبه الحك في القروح التي لا تبرأ وهو أن يدلك باليدين حتى تتنحى اللزوجة الخسيسة الضعيفة التي كأنها ليست بشئ فيعرض ان يدفأ في الموضع ويندفع إليه دم جيد جديد وينعقد عليه دشبذ قوى وكثيرا ما يحوج تغير لون العظم أو اتشاره القشور والفلوس إلى الحك ومثل هذا لا توضع الجبائر عليه بل إن كان ولابد فيقتصر على رباط جيد وإذا اجتمع كسر وجراحة فليس يمكن ان يدافع بالجبر إلى أن تبرأ الجراحة فان العظم يصلب فلا يقبل الجبر الا بصعوبة ومد شديد وأحوال عظيمة ومع هذا فإذا حدثت مع الجراحة أوجاع وأورام فيها خطر فلان يعوج العضو خير من أن يحدث خطر عظيم فيجب ان لا يبالغ في أمر جبر مثل هذا الكسر وإذا كان مع الكسر رض كان من ذلك مخاطرة في تأكل العضو فيجب ان يشرط الموضع ليخرج الدم فان فيه خطرا وهو ان يموت العضو وان كان نزف فيجب ان يحبس وكثيرا ما يحوج لحوق الورم وآفة الجراحة إلى أن يفعل غير الواجب من علاج العضو فيفصد ويسهل ويلطف الغذاء وهد تحدث من الشد حكة فيحتاج أن يحل أو ان ينطل العضو بماء حار حتى يحلل الرطوبات اللذاعة وبقراط يأمر لمن يجبران يمص شيئا من الخربق في ذلك الوقت وغرضه أن يجذب المواد إلى داخل وجالينوس يجبن عن ذلك بل يأمر بشرب الغاريقون وان
(١٩٨)