* (فصل في تعرف أيام البحران إذا أشكل) * تعرف أيام البحران يحتاج إليه لأغراض كثيرة فإنه يجب عليك إذا كان البحران قريبا ان تدبر تدبيرا ما وان كان بعيدا ان تدبر تدبيرا آخر ويجب في أيام البحران وما يقرب منها ان تدبر المريض تدبيرا خاصا فلا تحركه البتة بدواء فإنه ربما عاون الطبيعة على الاستفراغ فأفرط افراطا شديدا وربما ضادها في الجهة فولد تكافؤ الايجابين ولم يكن استفراغ وفي ذلك ما فيه ويجب في تعرف أيام البحران ان تراعى أيضا الأمور المغيرة لأيام البحران المعلومة ونحو التعرف منقسم إلى وجهين أحدهما في بحران المرض مطلقا والآخر في تعيين البحران من جملة مدة كان فيها البحران فربما طال أيام البحران يومين ثلاثة فأشكل انه إلى أيهما ينسب اما الوجه الأول فيستدل عليه من وجهين من علامات قصر المرض وطوله ومن طبائع الأمراض وقواها اما الاستدلالات من علامات الطول والقصر فإنما يكون على انقضاء المرض مثل ان يكون المرض ليس مما يمكن ان ينقضي في الرابع وما يليه ويمكن ان ينقضي في السابع وبعده فان ظهرت علامات النضج ظهورا جيدا فيما يلي الرابع رجى ان يبحرن في السابع وان ظهرت علامات طول المرض المذكورة في بابه علم أن بحرانه يتأخر وتكون عاقبته بغير بحران وان لم يظهر أحدهما رجى ان ينقضي المرض ما بين السابع والرابع عشر واما الاستدلال من طبائع الأمراض فمثل ان اليوم الفرد أولى كما علمت بما يتحرك من الأمراض في يوم فرد وبالحارة الحادة والزوج بما يخالفه واما الوجه الثاني فيستدل عليه من وجوه من قياس الأدوار ومن عدد أوقات البحران وزمان البحران ومن استحقاقات الأيام وقواها اما الاستدلال من قياس الأدوار فمثل ما علم أن اليوم الزوج أولى بمرض والفرد أولى بمرض واما من زمان البحران فان تنظر وتتعرف ان المعاناة في أي اليومين كانت أطول فيجعل له البحران الا ان يمنع ما هو أقوى حكما من حكم هذا الدليل ومن هذا الباب ما يجب ان يجعل البحران فيه لليوم الأوسط من أيام ثلاثة مع الشرط المذكور واما الاستدلال من قوة الأيام وطبائعها فمثل ان يكون العرق ابتدأ في الليلة السابعة ولم يزل يعرق في الثامن نهاره كله فان البحران يكون للسابع لا للثامن وان اقلعت الحمى في الثامن ولو كان على خلاف هذا فابتدأ العرق في الثالث عشر ولم يزل المريض يعرق إلى الرابع عشر وتقلع الحمى في الرابع عشر فإنما ينسب البحران إلى الرابع عشر وذلك لان الثامن والثالث عشر ليسا في قوة اليومين الآخرين من الخير والموت بالسادس أولى منه بالسابع وبالعاشر أولى منه بالتاسع واما الاستدلال من اجتماع الاحكام فمثل ما سلف ذكره مثال الرابع عشر فيما ذكرنا لأنه اجتمع فيه العرق والاقلاع معا واما الاستدلال من الأيام المنذرة فان تنظر هل وجدت في الأمثلة المذكورة انذارا من الرابع فتجزم بان البحران للسابع أو في السابع أو تجدها في الحادي عشر فتجزم ان البحران للرابع عشر * (فصل في بيان نسبة أيام البحران إلى أكثر الأمراض) * قد علمت أن الأمراض الحادة جدا يجب ان يكون بحرانها إلى السابع والتي يليها في الحدة يجب ان يكون بحرانها إلى الرابع عشر وإلى العشرين والتي يليها فإلى الأربعين ثم بعد ذلك بحارين الأمراض المزمنة مطلقا إذا كانت المحرقة تشتد في الأزواج فان ذلك علامة رديئة وكثيرا ما تقتل في السادس وينذر به
(١١٢)