في الإشارة إلى الأمور التي تتبع الكسر والجبر ولابد من تداركها وقد يعرض من الكسر انهتاك لحم لا يلتصق وان لم يقطع تعفن وعفن ما يليه من العظم فيحتاج ان يقطع ويكوى وقد يعرض النزف فيحتاج ان يمنع وقد يعرض فسخ ورض قوى للحم ان لم يعالج بشرط أو بالأدوية المانعة للعفن صار إلى الاكلة فيجب ان يراعى ذلك وقد يعرض ورم حار فيه مخاطرة فيجب ان تدبر تدبيره وقد تعرض جراحات تحتاج ان تعالج أيضا بما مر ذكره وقد يعرض دشبذ مفرط في الكسر لا حاجة إلى قدره فيجب ان تقلل الغذاء وتمنع تولده بمنع الغذاء والشد عليه وبسائر ما قيل وقد يعرض استرخاء للفاصل من المد وقد يعرض ان يسيل صديد إلى المخ متولد في العظم فيحتاج ان يخرج العظم ويكشف الطريق للصديد * (المقالة الثالثة في كسر عضو عضو) (فصل في كسر القحف) * كثيرا ما يعرض أن ينكسر القحف ولا ينشق الجلد بل يتورم فإذا اشتغل بعلاج الورم ولم يتعرض للشجة فربما عرض أن يفسد العظم من تحت وتعرض قبل البرء أو بعده أمراض رديئة من الحميات والرعشة وذهاب العفل وغير ذلك فيحتاج إلى أن يشق وكثيرا ما يدل على موضعه من العليل بعبثه به ومسه إياه كل وقت وحينئذ فلا يكون بد من رد الجراحة إلى حالها ليعالج الكسر يجب ان يشق عن الجلد بقدر ما لا يحتبس فيه الصديد في هذا وفي غيره كيف كان فإنه يجب ان لا يكون محتبس الصديد اللهم الا ان تكون أمنت ازدياد الورم ووجدت الورم ينقص وان كان الشق في الجلد قليلا انما يحاذي كسرا واحدا من عدة كسور أو كان الورم انفجر وأظهر كسرا واحدا فقد يعرض من ذلك الغلط الكثير فإنه يظن أن لا كسر الا ذلك ولهذا ما يجب ان تتأمل حال الكسر تأملا جيدا ومما يمال بالحدس فيه إلى الصواب ان يتأمل سبب الكسر ومبلغ قوة الكاسر في ثقله أو في عظمه أو في قوته فتعلم بذلك مبلغ ما يجب ان يكون من الكسر وكذلك الاعراض قد تدل على ذلك مثل السكتة والسدر وبطلان الصوت وما أشبه ذلك وقد يدل انشقاق الجلد في كثرته واختلافه أو في وقوعه على سمت واحد على حال الكسر أيضا على أن هذا ليس بدليل يدل من كل جهة فإنه ربما كان الكسر الباطن كثيرا وعظيما ولم يكن على الجلد شق أو كان شق فيحتاج حينئذ ضرورة إلى أن يتعرف الحال بالدلالة التي تفتش بها عن الكسر بتمكين البصر ان أمكن وفي مثل هذه الأحوال يحتاج إلى أن نشرح الجلد صليبيا ويكشط حتى يظهر العظم المهشم كله وان عرض نزف حشوت الكشط بخرق يابسة ثم رفدت برفائد مغموسة في شراب وتتركه إلى الغدو أما الشجاج إلى حد الموضحة فعلاجها ما قد ذكر في باب القروح وقبله وأما الهاشمة والمنقلة ونحوها فما نذكره هنا وأقل أحوال كسر العظام في الرأس ان يحدث فيها صدع قشري غير نافذ إلى الجانب الآخر بل يقف عند بعض التجاريب ومثل هذا يكون كالخفي عن الحس وكانه شعرة ومثل هذا فالأصوب أيضا أن يحكه إلى أن لا يبقى من الصدع شئ وان احتلت أن تستظهر نصب رطوبة سوداوية حتى يشتد ظهور الصدع بها فعلت وحككت حتى لا يبقى الأثر ويكون عندك محال مختلفة الاقدار فتستعمل أولا أعرضها ثم ما يليه وإذا حككت استعملت الدواء الرأسي وقد كفاك والأدوية الرأسية هي مثل الايرسا ودقيق الكرسنة
(٢٠٧)