* (المقالة الرابعة في عصر الانسان وذوات الأربع) * نذكر في هذه المقالة آفات عض الانسان وعض الكلب والذئب ونحوه وعض الكلب من الكلاب والسباع والتمساح وعض القرد وعض ابن عرس وعض الغلا وهو موغالي * (كلام كلي في علاج العض) * شر العض ما كان من جائع كان انسانا أو غير انسان ومن أراد ان يعالج العض فيجب ان يضع على العضة خرقة مغموسة في الزيت أو يمسح بنفس الزيت ثم إن لم يبلغ به الغرض ضمد بمثل العسل والبصل والباقلا ممنوغاليا كما هو فذلك عجيب في هذا الشأن وأيضا الطلاء بالمرداسنج والتضميد بدقيق الكرسنة عجيب وان رأى فيه فسادا نقى أولا بفصد أو محجمة أو بدواء جاذب ويترك حتى يقيح وينظر فان رأى في قيحه عفونة علم أن التنقية والجذب للآفة لم تكن قوية بالغة فيعالج بالجواذب القوية التي ذكرناها في باب اللسوع وان لم يكن في العضو فساد منع التورم وألحم الجرح ومن أجود المراهم للعض ولمناشب المخاطب المرهم الأسود يستعمل بعد جذب الغائلة ان احتيج إليه وبعد غسل بماء وملح * (فصل في عض الانسان للانسان) * يوضع على العضة إذا وقعت شديدة بصل وملح وعسل يوما وليلة ثم يعالج بالمرهم الأسود المتخذ من الشحم والشمع والزيت والبارزد فإنه خير ضماد للعضة وكذلك الرمان المعجون بالخل والبصل والعسل وربما عرض من عض الانسان وخصوصا الصائم أو المتناول للحبوب المستعدة للفساد وخصوصا العدس حالة رديئة فيجب ان تمسح العضة بالزيت وتضمد بأصل الرازيانج مع العسل أو دقيق الباقلا مع ماء وخل ويبدل الضماد كل مرة وأيضا دقاق الكندر بشراب وزيت وأيضا عظام العجاجيل محرقة إلى أن تبيض يعجن بعسل وأيضا ملح مسحوق بعسل أو مر وصمغ البطم والجراحة قد تملأ من شبت يابس محرق تملأ به وتشد ويطلى أيضا عليها رماد الكرنب * (فصل في عضة الكلب الأهلي غير الكلب وكذلك عضة الذئب ونحوه) * يقرب علاج ذلك مما ذكرناه في الباب الكلى ومن علاج عض الانسان وربما كفى ان يرش الموضع في ساعته بالخل ويضرب عليه بالكف مرات ثم يوضع عليه نطرون بخل ويجدد عليه كل ثلاثة أيام وخصوصا إذا خيف عليه الكلب وربما كفى أن يعالج ببصل وملح وسذاب والباقلا واللوز المر مع العسل ولسان الحمل مع الملح وورق القثا والخيار والفودنج مدقوقا بشراب وأيضا الطلاء عليه بمرداسنج وخصوصا ان كان هناك ورم وان كان هناك لهيب شديد فدقيق الكرسنة بالعسل ومما ينفع منه صعتر يرى مع ملح وعسل والمري المخلل والخز المذاب فيه الملح المتروك أياما وهذه أيضا تنفع من البابين الأولين * (فصل في صفة الكلب الكلب والذئب الكلب وابن آوى الكلب) * الكلب وغيره مما ذكر يعرض له الكلب وهو استحالة من مزاجه إلى سوداوية خبيثة سمية وتعرض له هذه الاستحالة اما من الهواء واما من الأغذية والأشربة أما من الهواء فان يحرق الحر الشديد اخلاطه فيكلب في الخريف أو يجمد البرد الشديد دمه إلى السوداوية فيكلب في الربيع وأما من الأغذية والأشربة فأن يلغ في دماء القصابين ويأكل من الجيف ويشرب من المياه العفنة
(٢٤٨)