وهل تراهم بعد هذا أبقوا حيثية لسند العهدين، والبستاني مع ذلك يصفهم بالمفسرين المدققين.
(الثالث) نقل إظهار الحق في حقيقة الاعتقاد بالأرواح النجسة (مردة الجن) شيئا من كلام (بيلي) وهو من علماء البروتستنت، وحاصله أن تسلط الأرواح النجسة وحديثها في العهد الجديد، وإيراد كثير منه في معجزات المسيح إنما كان رأيا غلطا، ولكنه لكونه رأيا عاما في ذلك الزمان وقع فيه مؤلفوا الأناجيل، وإصلاح رأي الناس في ذلك ليس جزءا من الرسالة، والمتكلف وإن خالف إظهار الحق في ترجمة كلام (بيلي) إلا أنه أوضح فيه (يه 3 ج ص 117) أن بيلي شاك في هذه الحقيقة، وأن الفصل فيها فوق طاقته وأن جماعة من النصارى ينكرونها، ولهم على إنكارها أدلة، وأنك إذا نظرت إلى حديث الأرواح النجسة في الأناجيل تجده يقارب ما ذكرته من تعاليم المسيح أو يزيد.
ومع ذلك جاء قوم من متبعي الإنجيل فجعلوه غلطا لا أصل له، وما ذاك إلا لوسوسة عرضت لهم، وما منشؤها ومبدؤها إلا العدوي بداء الطبيعة والإلحاد والتعصب على القرآن الكريم بإنكار الجن، فجرهم هذا الضلال إلى أن يقولوا ما يرجع حاصله إلى أن مؤلفي الأناجيل قد لفقوا للمسيح أكاذيب معجزات مأخوذة من أغاليط الآراء العامة ليداهنوا بذلك أصحاب تلك الآراء فيروجوا بين العامة أمر التثليث الذي يعترفون بأنه وراء عقولهم، ويشدد الأساقفة في المنع عن التفكر في تعقله، ويوجبون على الناس أن يطووه على غرة، ويقبلوه على البساطة، والحاصل أن هؤلاء المنكرين من النصارى لحقيقة الأرواح النجسة، والشاكين فيها لم يعدوا أن جعلوا أناجيلهم أخس من كتاب (كليلة ودمنة).
(الرابع): حكى إظهار الحق أن (لوطر) إمام فرقت البروتستنت يقول في حق رسالة يعقوب: إنها كلا، يعني لا اعتداد بها. ونقلا عن واردكا تلك أن (بومرن) من علماء البروتستنت وتلميذ لوطر يقول: إن يعقوب يتم رسالته في الواهيات.
وإن (وائي تس) الواعظ في نرم برك قال: إنا تركنا قصدا مشاهدات