وهم الخصوم اللد بعلو مقامه.
وأنا لنسألك بذمة الحقائق وحرمة الصواب أن تحضر المتعرب بين شهود يحتشمهم في شططه. ويتستر عنهم من تزويره، ولا يطمع بمخادعتهم وسله متى جاء القرآن الكريم؟ ومن الذي جاء به؟ وما يكون من العرب؟ وما حال القرآن مع العرب؟ وما حالهم معه؟ ومتى وضعت فنون العربية ولفقت أصولها، وخمنت أقيستها، ومن الذي وضعها؟ وكيف وضعها وعمن أخذها؟
ولماذا وضعها؟ وهل كان أبا العرب؟ أو واضع لغتهم أو قدوتهم فيها، أو المسيطر على غرائزهم وقرائحهم فيها.
وسله أيضا من هم الذين يقول فيهم (هم، وهم أنفسهم) أو ليسوا هم الذين يتكافحون في فهم العربية بالتخطئة والتخليط، ويقومون في تفهمهما ويقعون تستهويهم الغفلة ويخذلهم الفهم (1) ولا غرو فإن الغفلة عن عوائد الإنسان، والعلم كله في العالم كله، وكم وكم أكدى السعي، وضلت الأفهام وزلت الأقدام، ولا سيما إذا تزبب الحصرم، وتمشيخ الصبي، ولا سيما إذا أحكم الجهل والغفلة والتقليد في الذهن مقدمة تحول بين الفكر وبين الحقيقة وتسد عنه باب الصواب.