أنت بقوتك البشرية تلك الرمية التي أثرت ذلك الأثر الكبير حينما حميت الحرب وأخذت كفا من حصباء ورميت به المشركين فأصابتهم الرمية وصار كل واحد من صدمتها مشغولا بنفسه.
هل يكون هذا الأثر من قوة بشرية وتأثير بشري بل الله هو الذي جعل من هذه الرمية ذلك الأثر الكبير. فالله المسبب لذلك التأثير الكبير هو أولى بأن تنسب إليه تلك الرمية ومجدها.
ما أكثر ما يجري هذا التعبير المليح في المحاورات بكل لسان وخصوص اللسان العربي حينما يراد التنويه بمجد السبب أو المعين وكونه هو الدخيل في الأثر الكبير.
وإن أسلوب القرآن الكريم في هذا المقام ينادي بوجه هذا الكلام في نفيه وإثباته إذ نفى الرمي عن الرسول من وجه حينما أثبته له حيث قال:
(وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي). (سورة الأنفال، الآية: 17) هذا كله فضلا عما ذكرناه من دلالة القرآن في محكمه وبديهة العقل والوجدان على حرية الانسان في إرادته وفعله وأنه غير مجبور عليه ولا ملجأ إليه..
وسيأتي إن شاء الله لهذا تتمة في بيان مسؤولية النفس في بحث المعاد.
في الحسن والقبيح العقليين الشيخ: غير خفي أن لأفراد الانسان أميلا شخصية في الأفعال والتروك تحبذ جهة شخصيته ونفسيته ما يوافق تلك الأميال وتذم ما ينافرها تلك أميال تخص شخصه ونفسيته في قضاء أوطاره الشخصية في هذه الحياة وإن نفر منها غيره شخصيا أو نوعيا.
ومهما خفي على الانسان من شئ فإنه لا يحسن بإنسانيته أن تخفى عليها الحقيقة المتجلية لشعوره بأوضح المظاهر وأسناها وهي أن له