ترى الانسان إذا توفق للتقوى والورع أخذت تقواه وورعه وأفكارهما بمخانق أخلاقه المضادة لهما في الآثار. وإذا انقلب والعياذ بالله إلى الشرارة والدعارة تلاعبت أفكار شرارته ودعارته بما عنده من الأخلاق الجميلة.
كم وكم ترى الأخلاق محكومة لسوانح التفكير المختلفة.. لا لا ترى في الأخلاق ما هو سالب للاختيار وملجئ للعمل على طبقه بل ترى الخلق مهما بلغ محكوما لسلطان التفكير.. أي سلطان هو سلطان التفكير؟
تأثير التفكير في الوجدان أنظر إلى تفكير النفس ونظرها في وجوه الأمور الماثلة لديها كيف يتصرف بالوجدان والعواطف؟
ترى الانسان قد يجوع هو وأولاده وتضعف قواهم ويتألم من أجل ذلك فيحرر فكره للنظر في أحوال بني نوعه فيفكر في أنه يقدر على رفع جوعه وجوع أطفاله ببذل المال وإن كان كثيرا وليس بينه وبين الشبع إلا السعي في ذلك. ولكن الكثير من بني نوعه من الأطفال والأيتام والأرامل والعاجزين من لا يقدر على القوت لا من حيث المال ولا من حيث السعي ولا أمل لهم بالقوت والشبع.
فترى هذا التفكر الحميد يرفع عنه وجدان جوعه وألمه وعاطفته على أولاده ويبدل ذلك بعاطفة الحنان والرحمة فيقوى وينشط لأعمال كبيرة في سبيل هذه العاطفة الحميدة على بني نوعه. وهكذا ترى كثيرا ممن يمسهم العطش.
يرى الانسان داره لا تقوم بحاجته التي ينزع إليها بحسب اختلاف الفصول والحر والبرد والاعتدال والعائلة والضيف ونظام رفاهيته فيجد من ذلك ألما دائما وسخطا لحالة داره وربما يبعثه ذلك على نية الإقدام على