هؤلاء الروحانيون المبشرون والداعون إلى التقوى والعلم كأنهم لم يقرأوا من توراتهم العدد الخامس من الفصل السادس والعشرين من التكوين عن قول الله لإسحاق (من أجل أن إبراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي أوامري وفرائضي وشرائعي) ألم تذكروا هذا في الجزء الأول صحيفة 82 و 83 ألم تنظروا في الجزء الأول من كتاب الهدى صحيفة 242 و 243. ألم تنظروا في الجزء الرابع من كتاب جمعية الهداية صحيفة 167 و 168 و 169.
وهل يخفى أن الشرايع الإلهية الحقيقة لا يمتنع أن تتفق في كثير من مواردها باعتبار أن اختلاف الزمان والأمة لم يؤثر تغيرا في مصالحها بل يجب أن تتفق حينئذ لكون الشارع واحدا والمصلحة واحدة. وربما يفهم من القرآن الكريم أن شرائعه ناظرة إلى شرايع إبراهيم كما في قوله تعالى في الآيتين السادسة والسبعين والسابعة والسبعين من سورة الحج: (يا أيها الذين آمنوا) ركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين) وهو ما تدينون لله به من المعارف واتباع أوامر الله ونواهيه وشرايعه لم يجعل فيه (من حرج) بشريعة حرجية تشق على النوع وتضايقه بعسرها (ملة أبيكم إبراهيم) باعتبار أن المخاطبين عند نزول الآية كانوا من ذرية إبراهيم. أو باعتبار الأبوة الروحانية النبوية (هو سماكم المسلمين) فجعل ملة إبراهيم بيانا لأوامر شريعة الاسلام ودينه الذي لم يجعل فيه جرح.
اليعازر: إن كثيرا من أصحابنا يقولون إن نبي الاسلام قد أخذ شرائعه ولفقها من الشرايع المختلفة صحيحها وفاسدها فأخذ شيئا من اليهود وشيئا من الشرايع الأخر.
عمانوئيل. هل يسمح لي السيد الوالد ويعطيني حرية لكي أقول كلمتي في هذا المقام.