والنهار وما أنزل الله من السماء من ر زق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الريح آيات لقوم يعقلون) ما في هذه الأمور من الآيات الباهرة والغايات العجيبة. ينظر العامي إلى موازنة اختلاف الليل والنهار المستمرة في الأحقاب والأدوار وما لهذا الاختلاف من الحكم والآثار فيعرف بفطرته أن هذا كله تدبير حكيم عليم قادر.
ويلتفت العارف إلى تدبير ذلك بسير السيار (الأرض أو الشمس) سنويا على منطقة البروج فيبهره هذا التدبير العجيب وهذا التسخير المتدفق بآيات الحكمة كما مر بعضه في الجزء الثاني صحيفة 346 و 118 ويتبصر العامي والعالم بالنظر إلى ما ينزله الله من السماء وجهة العلو من رزق الأحياء الذمي تجري منه الأنهار على تقدير متدرج.
وبالمطر الذي يعم الأرض المرتفعة عن الأنهار فيحيي برزق الثلج والمطر موات الأرض ويقيم به معاش الأحياء في المطعم والمشرب والتنمية وتلطيف الهواء وتعديله بعد أن جعله عذبا سائغا ترتاح به الأرض والأحياء. فلا تدع هذه الحكمة الجلية مفرا لأحد عن الاذعان بأن ذلك من تقدير حكيم رحيم.
ويتبصر العامي والعالم بالنظر إلى تصريف الرياح حسب منافع الناس ومواقع احتياجهم في تلطيف الهواء وإثارة السحب وسوقها إلى مواقع نفع الأمطار، وفي إذابة الثلوج وتسيير السفن الشراعية ورفع العفونات الحادثة فتجري بتصريفها في نفع العموم على التناوب والتعديل والحكمة فالرياح المحلية تهب شمالية وجنوبية وشرقية وغربية ومن جهات متعددة مما بين هذه الجهات الأربعة والرياح التجارية التي تهب من جانبي خط الاستواء هذه إلى الشمال وهذه إلى الجنوب كما تهب من ناحية القطبين إلى خط الاستواء على ميل في هذه الرياح هذه إلى الغرب وهذه إلى الشرق لكي يساعد هذا الميل على السير في جهات متعددة بتغيير وضع الشراع.
من ذا الذي صرف الرياح الاستوائية من ههنا إلى الشمال ومن هنا