في كل آن وكل شأن من شؤون الجمع والأفراد خطيبا هاتفا وواعظا ناصحا عموميا في ذلك المؤتمر الحميد.
أحسن مؤتمر يقتضي اختيار الانسان للصالحات وتوجه فكره وعواطفه نحو صلاح الانسانية وسعادة المستقبل وحسن الاجتماع السعيد. قد هيأ الله بالحج هذه الأسباب الحميدة.
ومن المنافع اجتماع الناس من أطراف الأرض مع العباد الصالحين من أئمة الدين والعلماء العاملين أولئك الذين يتنور بهداهم فكر المستهدي ويتنبه بمشاهدة فضلهم وصلاحهم الغافل وينهج المقتدي ويرتاح بإرشادهم طالب الحق ويستضاء بنورهم في نهج الهدى ويثبت ببركتهم اليقين وتزاح ببيانهم علل الجهل والشكوك وتغتنم فوائد بركاتهم في سيل الصلاح والاصلاح ولكن يا للأسف لا زالت أفعال الإثم تكدر الموارد التي صفاها الدين والله المستعان.
ومن المنافع ما يقوم به كل واحد من أفعال الحج في جهة تأديب الانسان وتمرينه على الصلاح وكرم الأخلاق وتهذيب النفس زيادة على ما فيها من الطاعة لله وإقامة الشعار لأول بيت وضع للناس مشعرا ومنسكا في العبادة الإلهية التوحيدية وأداء لحق كرامته وإبقاء لتذكاره واستدامة لبركاته ومنافعه وتذكار أولياء الله القائمين بدعوة التوحيد والاصلاح وتكميل البشر ونسأل الله أن يوفقنا للإهلال ببيان ذلك على الحكمة في الجزء الرابع من هذا الكتاب والله ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين