يتكفل بالهداية لمن لم يستأسر للهوى ولم يساعد الجهل بالتغافل والانهماك بالشهوانية والغرور ويضمن له الارشاد إلى أن لهذا العالم العجيب النظام خالقا ومدبرا هو واجب الوجود عالم بالحوادث والغايات إذ أنشأ عجائبها وقدر فوائدها وربط متماثلاتها بنواميسها على نسق دائم في أدوارها وجعل اللاحق يحذو السابق على نظام متقن وتقدير باهر.
رمزي: أما ترى طغيان الطاغين وفساد المفسدين وظلم الظالمين وتمرد المتمردين. أليس هذا شرا. أوليس قد أظلم به العالم وكدر صفاء الانسانية. أفلا يجب على الإله المستحق لهذا الاسم أن يمحوه.
فلماذا الشر باق إلى الآن.
عمانوئيل: إن هذا الذي تذكره له جهتان لكل منهما وجهة من الكلام جهة من حيث وقوع الظلم والعدوان على المظلوم وتضرره بذلك. وجهة من حيث وقوع الاعتداء والظلم والتمرد من الفاعل.
إذن فيلزم أن نكلمك في كل واحدة من الجهتين.
ونستفتي فيها الشعور الحر والمبادي المعقولة فنقول.
أما الجهة الأولى: فإنها ترجع إلى قطع النعمة عن المظلوم حسبما تقتضيه الحكم.
وقد تبين أن الإله قد جعل نعمه محدودة بالتأثيرات المقدرة في هذا العالم وأن تحديد النعم وقطعها ليس من الشر في شئ ولا يعده شرا إلا من تلاعب بشعوره كفران النعمة وفساد الأخلاق والمبادئ الأهوائية.
من ذا الذب يوجب على الإله إدامة نعمه والمحاماة عن دوامها.
أي مبدأ معقول وأي أدب مستقيم وأي شعور حر يوجب ذلك؟ الإله العالم هو واهب النعم ابتداء وتفضلا وهو محددها فلا شر في تحديدها سواء كان ذلك التحديد لحكمة معلومة من معلوماتنا القليلة أو مجهولة من مجهولاتنا الكثيرة الكبيرة أم قلنا بجهلنا وغرورنا إن تحديد النعمة لا