ومن هو القارئ لحروفه وكلماته؟
ومن ذا الذي يريد ويتحرك ويتكلم ويسمع ويرتاح ويتألم ويخاف ويغضب ويرضى ويضحك ويبكي ويأمر وينهى؟
من هذا الذي ينفعل بما في هذه من الانفعالات ويفعل ما في هذه من الأفعال؟
ليس للجسد في ذلك مداخلة في تجدد الفعل والانفعال إنك ترى الجسد حينئذ في قيد السكون. نجد أنا نحلم وندرك في الحلم أنه حلم فكيف يكون هذا من أعمال الجسد المحض وتركيبه..
نرى الانسان تارة ينسى حلمه وتارة يبقى في حفظه فهل يقول: إن الحافظة ترتسم بها أغلاط المخيلة في صور الحافظة؟ أم كيف ذلك؟
سامحناه في هذا الذي يعود إلى الأمر الأول وإن كانت الحقيقة لا تسامحه فماذا يقول في الأمر الثاني والادراك لما هو في صحيفة الواقع المحجوب.
عن كل حس وكل شعور وحافظة ومخيلة.
في المعاد الجسماني الشيخ: هناك حقيقة أخرى يقابلها الماديون ومن مشى وراءهم بالجحود وخيالات الامتناع.
ألا وهي المعاد الجسماني وإحياء الأجسام بأنفسها للجزاء في يوم المعاد وقد أخبر القرآن الكريم وبشر وأنذر به وكافح الأوهام في خيالات امتناعه واحتج على إمكانه بالحجة الكافية التي تستلفت العقول إلى مبدأ الانسان ومبدعه في وجوده العجيب فيهون عليها التصديق بوقوع المعاد بالتدرج في النظر في حكمة الخالق ورحمته وقدرته ففي سورة يس المكية الآية 77 (أو لم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين) 78 (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم) 79 (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) وفي سورة