قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) (1) هل بقيت بقية من أناشيدك يا رمزي.
المغالطات في المعاد ومسؤولية النفس رمزي: قد تكلمنا فيما مضى من الوجهة الدينية ونتكلم فيما يأتي من الوجهة الفلسفية فنقول لا يمكن مسؤولية النفس وحدها فإن النفس لا تأتي بعمل صالح أو قبيح قبل أن تلبس المادة.
فلماذا تنسب إليها الأعمال التي فعلتها مشتركة مع الجسد هذا لو كان لها مزية الاشتراك مع الجسد في إبراز الأعمال ولكن ليس للنفس دخل في الأعمال فإن رأينا فيما سبق أن فعل النفس لا يفرق بشئ عن فعل البخار أي أنه مقصود على فعل الحركة لا غير وأن أعمال النفس تابعة لتركيب المادة فما فخر النفس وما ذنبها.
عمانوئيل: هل تكلمتم فيما مضى من الوجهة الدينية إلا بأن نسبتم إلى الكتب الإلهية ما تصرح بخلافه وإلى أهل الأديان ما يتبرأون منه. وإن النظر في مصادر كلماتك يعرفنا أن الحقائق الفلسفية قد لقيت منكم مثل ما لقيته الحقائق الدينية ويا للأسف.
ومهما يكن من ذلك فإنا من حيث المعاد في يوم القيامة لا تهمنا هذه الترنيمة الباردة من أناشيدك فإن الكتب الإلهية دلت بصراحتها الواضحة المتكررة على أن المسؤولية في يوم القيامة تتعلق بالانسان، الخاطئ بجسده وروحه. كما عليه العموم من أهل الأديان المعروفة.
ولا علينا من تأويل المؤلين الذين يمزجون الدين بتعاليم أجنبية.
قد سبق في صحيفة 83 - 107 ما يدل حر النفس والشعور على أن النفس جوهر قائم بذاته له ميزة الادراك والشعور والإرادة وتدبير حياة الجسد وتسخيره في أعماله الآلية.