أعمال النفس تثبت وجودها المستقل ومزيتها الخاصة 1 - من ذلك زيادة على ما تقدم أن النفس تدرك ذاتها ومن الواضح أنها لا تقع تحت الحواس والآلات الجسمانية مطلقا.
2 - تدرك إدراكها الآلي والاستقلالي ومن الواضح أن ذات الادراك لا يقع تحت الحواس والآلات الجسمانية.
إدراكها ما ينقسم وما لا ينقسم 3 - نجد أن مبدأ الادراك وفاعله يدرك ما يقبل الانقسام وما لا يقبله. وعليه فلا يكون المدرك فاعل الادراك جزءا من الجسد قابلا للانقسام ولا جواهر فردة متعددة لو أمكن وجود الجوهر الفرد.
ولا هباءات وذرات من القوة المتحللة من المادة أو التي تتألف الأجسام من اجتماعها حسب الآراء الحديثة. ولا جوهرا فردا واحدا من الجسد. ولا هباءة واحدة من قوته. فيتعين أن لا يكون المدرك جسمانيا ولا قوة يتألف منها الجسم أو ينحل إليه بل لا بد من أن يكون روحيا منزها عن هذه الجسمانية ولوازمها.
أما أنه لا يعقل أن يكون المدرك عل الادراك جزءا من الجسد يقبل الانقسام فلانا نجد أن المدرك يدرك الحقائق البسيطة التي لا تقبل الانقسام كالواحدة وذات الادراك والمعقولات الوحدانية وفي مقدمتها العلة الأولى واجب الوجود بماله من الوحدة من كل جهة جل شأنه. ويفترض في تصوره الجوهر الفرد وهباءة القوة والنقطة التي لا تنقسم.
ومن البديهي أن ما لا ينقسم لا يمكن أن يرتبط بالارتسام ونحوه بمجموع ما ينقسم. فإن افتراض هذا الارتباط يستلزم أن ما لا ينقسم يكون منقسما على أجزاء ما ينقسم وهذا خلف بديهي البطلان. ولا يرتبط