في حدود إدراككم البشري فيناله بالتعلم الصحيح من خلال الحجاب الجسماني.
أعمال النفس تثبت وجودها المستقل ومزيتها الخاصة 5 - ينام الانسان فيستولي السكون على جوارحه وينقطع إحساسه وتفكيره وإراداته العاديات ثم يكون لنفسه من وراء ذلك أمور:
الأول: إنه يكون في حلمه يحس ويفكر ويريد ويتحرك ويتكلم ويسمع ويرى ويرتاح ويتألم ويضحك ويبكي ويخاف ويرضى ويغضب ويأمر وينهى مع أنه ليس لجوارح حسه عمل في ذلك ولا لتفكيراته ومعلوماته وأمياله العاديات. أفلا ينبغي أن أسترشد من ذلك إلى أن المبدأ العامل لهذه الأعمال هو جوهر مغاير للجسد وتركيبه يستعمل الجسد آلة لهذه الأعمال في حال اليقضة ويستغنى في حال النوم في أعماله عن تلك الآلات.
الثاني: إنه يرى في منامه أمورا غيبية ليست مما يناله الحس أو أسباب العلم في اليقضة ويظهر مصداق ذلك بعد أيام كما وقعت عليه التجارب الكثيرة. فمن ذلك ما يكون برمز مطرد عرف مرموزه بتكرار التجارب كما يرمز قلع الأسنان في الحلم إلى موت الأقارب. والتلوث بالنجاسات إلى الحصول على المال. إلى غير ذلك من الكثير المطرد ومن ذلك ما يكون بالصراحة في الأخبار عن أمر مستقبل أو واقع في مكان بعيد كوقوع السفر أو الاياب أو الموت أو الصحة.
دع القائل يقول في الأمر الأول أن الصور المرتسمة في الحافظة تؤلفها المخيلة حسبما يتفق تأليفا جديدا مشوش النظام مختلف الترتيب فتبرز للادراك بهذا التأليف حلما كما يفعل مرتب المطبعة بحروفها فتبرز للقارئ كل آونة بشكل. لكن قل له إن جرينا معك فيما ذكرت في الحافظة والمخيلة وكونهما عوامل جسمانية فلا بد أن نسألك.
ما هو المدرك لهذا التأليف؟