الحرام والظلم لأجل توسعة داره.
ولكنه إذا فكر في أمر الكثيرين الذين رآهم أو سمع بهم من الفقراء القاطنين في البر وليس لهم بيوت إلا من أسمال خلقة لا تقيهم من حر ولا برد ولا مطر وهم عرضة لرياح السموم المحرقة ورياح البرد القارس.
تتغير ألوانهم في الحر والبرد. فإن هذا التفكير يبدل وجدانه الأول بوجدان الرضا والأنس بداره والاقلاع عما كان ينويه.
ويجمع له مع هذا الوجدان وجدان الحنان والرحمة للفقراء.
يموت بعض أولاد الانسان فيجد الحزن الشديد المؤلم ويستولي عليه الجزع والقلق وكثير ممن يبتلي بمثل دلك يفكر في أن وجود ولده وحياته وموته وعافيته حياته ليست بيده مع أنه قوي له رجاء بولادة الأولاد وعنده أولاد متعددون. ولكن هلم المصيبة في فلان وفلانة الشيخين الفانيين الفقيرين العاجزين بالعمى أو الاقعاد لم يكن لهم إلا ولد وحيد شاب حسن الشمائل والأخلاق بار بوالديه يسعى في قوتهما وخدمتهما وحوائجهما وأنسهما ورضاهما وقد فقدا ذلك الشاب الصالح البار العامل وفوق ذلك أنهما صبرا صبر الأحرار على مصيبتهما الكبيرة من كل وجهة.
فترى هذا المفكر ينقلب وجدانه الأول إلى الصبر والسلو والسكون مع الحنان والرحمة لذينك المسكينين ما أكثر الأمثلة لذلك في الوقوع بكثرة عظيمة.
إحداث التفكير للوجدان ألا ترى أن التفكير كيف يحدث الوجدان. ترى ذلك بكثرة مدهشة كثيرا ما يكون الانسان لا يجد شهوة وشوقا لمقاربة النساء ولكنه يمثل في تصوره امرأة جميلة بادية المحاسن ثم يتصور أنواع الملاطفة والملاعبة معها فيهيج فيه وجدان الشهوة ثم يترقى في تصور أنواع الملاعبة ويؤكد