وقال في الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحقاف المكية: (أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض) بما فيها من عجائب التقدير ومواقع الحكمة ومحاسن النظام بحيث يجلو النظر في ذلك لكل إنسان حسب استعداده ويوضح موقع القدرة والحكمة وقصد الغاية بأوضح المظاهر كما أشرنا إلى بعض ذلك في الجزء الثاني صحيفة (116 إلى 127) خلق السماوات أي العالم العلوي والأرض أي العالم السفلي بهذا النظام العجيب بوضعه وحكمت (ولم يعي بخلقهن) ويتعذر عليه شئ منه أليس هذا الخالق القادر العليم الحكيم (بقادر على أن يحيي الموتى) ويبعثهم ليوم الجزاء (بلى) أن أقل نظر حكر في خلق هذا العالم ومظاهر القدرة يشهد (إنه على كل شئ قدير) هذا بعض ما في القرآن مما يستلفت النظر المنزه وينبه العقل الحر إلى الجنة الساطعة على إمكان المعاد الجسماني وإحياء الأجسام بعد بلاها وعلى وقوعه.
الأديان والكتب والقيامة الدكتور: نرى لأهل الأديان في هذا المقام مقالات مختلفة فمنهم من ينكر المعاد بتاتا كالصدوقيين من اليهود.
ومنهم ينكر كونه جسمانيا ويجعل نعيم الآخرة وعقابها بنحو روحي عقلي. أليس هذا مما يضعضع مقامه في الأديان والحقيقة.
عمانوئيل: إن الحقيقة ودين الحق لا تضعضع مقامهما شكوك الشاكين ولا جحود الجاحدين فإن الأهواء لا زالت تضل باضطرابها عن النهج المستقيم وحقائق الدين ولا زال دين الحق تتلاعب بأمته الأهواء والانقلابات الضلالية حتى يكون المتداول منه بين تلك الأمة اسما مستعارا لصورة مشوهة.
فالصدوقيون من الأمة اليهودية سرت إليهم مبادئ (أبيقورس) اليوناني بسبب تتلمذ لصاحب دعوتهم في فلسفة أبيقورس فأنكروا خلود