من حيث الاحساس والتجربة يتبع الآلة وضعفها كالقسم المذكور أولا ومن حيث التعليل والوصول إلى الحقائق يجري على ناموس القسم المذكور ثانيا.
إرادة النفس ونزعاتها وإما الإرادة فمنشأها هو توجه النفس إلى مطلوباتها أما من حيث نزعتها الروحية وأما من حيث نزعتها المتولدة من اتحادها بالجسد وبالحري أن نسميها النزعة الجسمانية ثم ينمو ذلك التوجه بحسب الدواعي والاستحسانات والمدافعات من النزعتين الجسمانية والروحانية إلى أن يبلغ الإرادة الفعالة فتحرك النفس آلاتها وتعمل أعمالها.
ولأجل صرف النفس بالاختيار عن نزعتها الجسمانية وما ينشأ من التمادي على ذلك من الألفة وسهولة الانقياد للشهوات والأهواء المردية والملكات الردية نهض الرسل وأمناء الوحي عن أمر الله ووحيه بالتبليغ والدعوة إلى الصلاح والكمال والسعادة بالتعليم والبيان والنصح والوعد والوعيد والتبشير والانذار والتربية الروحية وتعليم الأخلاق الفاضلة والتدريب إلى الملكات الراقية ونيل السعادة العظمى. واتبعهم على ذلك العلماء العالمون كل ذلك ليستلفتوا النفس إلى الحقائق الروحية لتكون هي الناهضة بالأعمال والمتقدمة على النزعة الجسمانية.
ولأجل تنشيطها على مدافعة الحجاب الجسماني الجهلي وكسر عادية غباره والتنبيه من عطلة جهله دونت العلوم وأسس التعليم ونظمت بعض قوانينه نجي كتب علم النفس.
قد شرحنا لك بعض ذلك لنصدك عما تقوله اتباعا لمصادر كلماتك.
هل يحسن منك أن تقول: إن مقطوع الرجلين أو مشلولهما من الحقوين ليس فيه نفس تدرك المشي وخصائصه ومداخلته في حاجياتها