للكمال وقد أنعم الله على الانسان بأن جعله مستعدا للكمال.
والجهة التي يدور العقل مدارها في التحسين والتقبيح هي صفة الفعل وكمال الفاعل ولذا لا يحكم على البهائم كما يحكم على الانسان بالنقص واستحقاق الذم بارتكاب بعض الأفعال والتروك.
إذن فجلال الله وقدسه وكماله أولى بالتنزه من نقائص بعض الأعمال والتروك.
وهل يعمى العقل فلا ينزه جلال الله وكماله من منقصة الكذب والخداع. وعن الغضب على مطيعه فاعل الحسن وتقبح فعله وعقابه عليه. وعن الرضا عن عاصيه المتمرد الناقص فاعل القبائح وتحسين فعله للقبيح وإثابته عليه كلا ثم كلا.
فالعقل بهذا الميزان ينزه جلال الله وقدسه وكماله عن بعض الأفعال والتروك فيقول هو والعقلاء هذا الفعل حسن وتركه قبيح فلا يتركه الله القدوس الكامل وهذا الترك قبيح فلا يصدر من الله القدوس الكامل.
لا يحكم العقل ولا يتحكم على الله بل يفتخر بأنه يعرف جلال الله وقدسه فيعرف أنه جل شأنه منزه عن صدور مثل الفعل الفلاني ومثل الترك الفلاني.
لا يلوث العقل نورانيته بالقياس بل لا يحكم إلا حيث تتجلى الحقيقة لنورانيته بأثبت من رأي العين ولمس اليد.
ها هو العقل والادراك يميز الأفعال والتروك بذواتها وصفاتها وإضافاتها ويصف حقائقها في صفوفها ويفصل بينها بحدودها وعوارضها وجهات صفاتها لا يتوقف في الحسن والقبيح على ملاءمة نفسية شخصية أو منافرتها. ينادي ببيانه ويوضح بتنسيق صفوفه أن العدل والانصاف حسن مطلقا. الظلم والجور قبيح مطلقا. ترك العدل ممن هو قادر عليه قبيح مطلقا. ترك الظلم حسن لازم مطلقا.
إذا رأيت يتيما من عائلة شريفة عاملة في حسن السياسة ومساعدة