حكمته وإحاطة علمه بمواقع المصالح والمفاسد ومواقع الحكمة في إرسال الرسول.
الرسالة في أقطار الأرض عمانوئيل: يا شيخ إن الغفلة قد تثير من غبار شكوكها ما يكدر الابتهاج بالنظر إلى جمال الحقائق.
فهل تسمح لي بأن أبدي بعض الشبهات لكي تزيل معاثرها بالبيان الكافي.
فإني وإن كنت واثقا بأن الذي تذكره من واجب اللطف وإقامة الحجة بإرسال الرسل هو الحق المعقول والمناسب لجلال الله.
لكن قد تختلج الشكوك في ذلك عند النظر إلى أطراف الدنيا مما لم يذكر التاريخ إرسال الرسل فيها وذلك ما عدا مصر وسوريا والحجاز لأن تعدينا إلى إرسالية بطرس وبولس فنضم إلى هذه الأقطار الثلاثة رومية وما يحيط بالأرخبيل من البحر المتوسط كآسيا الصغرى. وأوروبا الشرقية الشمالية.
إذن فلا يعرف ماذا يقال في الشرق من بلاد فارس إلى منتهى آسيا شرقا وشمالا وماذا يقال في أقاصي أوروبا وأفريقيا. وماذا يقال في أميركا ماذا يقال في هذه البلاد الواسعة الشاسعة التي لم يعرف إرسال رسول فيها حسب لطف الله وإقامته للحجة..
وأيضا إذا عطف النظر إلى البلاد التي عرفنا فيها إرسال الرسل فماذا يقال فيما جرى فيها من الفترات الطويلة بين الرسل. تلك الفترات التي يستفحل فيها الضلال على أجيال كثيرة من البشر في قرون عديدة.
الشيخ: كأنك تقول: إن التوراة قد اعتنت بالتاريخ المستوفى منذ بدء العالم إلى موت موسى فلم تذكر إلا أنه في أيام شيث ابتدأ أن يدعى باسم الرب وأن أخنوح (حنوك بالعبرانية. وإدريس بالعربية) سار