يدل على وهن العهد الجديد وبراءة ساحة النبوة والحقيقة من الكثير من مضامينه.
الشيخ: كثير من الحقائق ما يكثر فيه اللغط وتدخل الجهل والأهواء ولكن جاء في فلسفة القرآن الأدبية وتعليمه الراقي قوله في الآية السابعة عشرة والثامنة عشرة من سورة الزمر المكية (فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) يعلم مضمون الآية وفحواه بأن الانسان العاقل المهدي هو الذي يستمع ما يقال فينظر فيه من ناحية العقل الحر وحال العاقل فيأخذ بالصحيح وأحسنه وله البشرى في ذلك بالكمال والهدى والفوز بالفوائد الكبيرة. يا حبذا لو تلمذ الناس على هذا التعليم وبنوا دينهم وأدبهم على هذا الأساس المحكم الضامن للهدى والكمال والبشرى.
لماذا كان المعاد جسمانيا لا روحانيا فقط الدكتور: لماذا كان المعاد جسمانيا يقوم في جزائه بالنعيم الجسماني والآلام الجسمانية أفلا يكفي فيه أن يكون روحيا يقوم ببقاء النفس ونعيمها العقلي أو آلامها العقلية.
الشيخ: إن من يصل به النظر إلى مثل هذا السؤال ينقطع عليه طريق هذا السؤال وأمثاله.
لا وقت لهذا السؤال إلا بعد الانتهاء بالنظر إلى الإذعان بالإله واجب الوجود الغني الذي يستلزم غناه المطلق أن يجري أعماله على حقيقة الحكمة، ومن حكمته أرسال الرسل الصادقين الذين بشروا وأنذروا بما في المعاد الجسماني للمحسنين والمسيئين وإذا كان اعتمادنا في سيرنا على حقيقة المعاد متقوما بالاذعان. بحكمة الله لأجل غناه ووجوه وجوده فإن هذا الاعتماد يوبخنا على هذا السؤال إذا جهلنا وجه الحكمة الخصوصية وينادي بنا ويعلمنا أن نذعن بالحكمة على الاجمال ونقف في