مفكرا مهموما لا يكلم امرأته ولا أولاده ثم رفع رأسه مبتهجا فقالت له ماذا صنعت في أمر الدين والدائن فقال قد وجدت لي من ذلك مخرجا حسنا.
أجحد على الدائن ثلث الدين وأدعي عليه أني وفيته مقدار ثلث وحينئذ لا بد أن يستحي ويسامحني من الباقي إذا طلبت منه المسامحة.
هذا الرجل يريد أن يرجع إلى إسرافه وتمرده على الدائن وعلى شرف الذمة فصارت أهواؤه تسخر به وتبعثه على أن يتصامم عن توبيخ عقله ويغالط بهذه المغالطة التي يستهزئ فيها إلا بنفسه..
ومن العجب أن بعض من ينتسب إلى بعض الأديان لا يرضى أن يقال إنه مادي ومع ذلك يحتج لأهوائه ومضادة الأديان بهذه الشبهات الواهية.
وكأنه لا يدري أن هذه الأحوال تنادي بأنه مادي ومنافق ومخدوع مخادع.
العقاب في المعاد الشيخ: قد تقدم مكررا أن الحكمة والنعمة اقتضتا أن يخلق الانسان مختارا في أفعاله وإرادته لكي يبتهج بذلك وبكماله الاختياري وينال سعادة الجزاء بابتهاج الاستحقاق والكرامة ومجد الأهلية والفضيلة فجعل الله له برحمته ولطفه قدرة واختيارا لأجل صلاحه الاختياري وبعثه على الكمال والسعي إلى كرامة الفضيلة ومجد الجزاء بالاستحقاق.
ووهبه عقلا يهديه ببديهاته إلى ما يصلحه في شؤون شخصه ونوعه. وأيد ذلك بنعمة إرسال الرسل وإرشاد الأنبياء والأئمة والصالحين وأكمل ذلك وأتم النعمة بزواجر الوعيد بالعقاب الأخروي المجعول لغاية