الزنا ليست معلولة للمزاج ولا من لوازمه الطبيعة.
كم وكم ترى من ذوي المزاج العصبي من لا تستفزه الحدة والغضب ولا التجبر والكبرياء ولا نخوة الغيرة ولا تبعثه على ما يمنع عنه الشرف والفضيلة والعقل والشرع.
بل تراه يكون في جنب ذلك ألين ما يكون جانبا وأحسن ما يكون حلما وهدوا وصلاحا. وكم ترى من لا يكون مزاجه عصبانيا وهو منغمس بالأعمال التي يضطهد بها النواميس العقلية والشرعية وتشمئز منها الانسانية والصلاح والفضيلة. وكم ترى بين الفريقين من ذوي الدرجات المختلفة في الأحوال والأعمال. وكم ترى صاحب المزاج الخاص ينقلب في أعماله وأخلاقه إلى ضدها من دون تغير في مزاجه وطبيعياته.
السحنة ودلالتها الطبيعية أنظر إلى صنف من الأصناف التي نعدها كما ذكروها.
أنظر إلى قصار القامة.
وإلى ذوي الأنوف الطويلة والعيون الزرق.
وإلى ذوي العيون السود اللامعة مع الاستدارة والرطوبة، والأنوف والشفاه السمكية والأفواه الواسعة.
وإلى ذوي الوجوه المنقبضة والعيون المجوفة والحواجب السمكية المتنافرة والشفاه الرقيقة والأصوات الخشنة.
وإلى ذوي الأجسام السمينة الضخمة..
وإلى طوال القامة ونحاف الأبدان ومتوسطيها.
وإلى الذين تخالف سحنتهم هذه الأوصاف المذكورة أنظر إلى هذه الأصناف وتتبعها فإنك تجد في كل صنف منها بكثرة من هو خداع فتان أو ماكر أو فاسق أو ردي قاس أو صالح ممتاز بالأخلاق الفاضلة أو متوسط