مخادعات الأهواء عمانوئيل: ما أدري ما هذه التشكيكات في أمر المعاد والحساب.
وما هي إلا من مغالطات الأهواء للفكر. وكثيرا ما يغالط المتمرد المتهور بهواه في الأخطار فيدعي أنه آمن وليس وراءه خطر بل ربما يغالط عقله بذلك ومن نحو ذلك ما ينقل عن (أبيقورس) من قوله (إن راحة البال التي تقوم بها سعادة الانسان هي في اضطراب دائم من جري الريب الواقع من نسبة الانسان إلى الخليقة وإلى الله) يا للعجب ما هي سعادة الانسان التي تقوم براحة البال المضطربة من الله. هل هي سعادة الأخلاق الفاضلة والعلم والأعمال الصالحة، والمعارف المستقيمة.
والعدل والاستقامة وترك الفساد، والتنزه عن الأعمال الشريرة. يا للعجب كيف تضطرب راحة البال في هذه السعادة من الله.
بل إن صاحبها وباله وأمله في ابتهاج عظيم ببشرى سعادة أكبر منها عند الله وبشري قبول وكرامة وفضل عند الناس.
أم يزعم ويراد من سعادة الانسان تقلبه في رجاسات الدعارة والفساد والشهوانية والخلاعة ورذالة الأخلاق هذه الرذائل التي ينبغي لصاحبها أن يكون دائم الاضطراب من الله ومن الناس إن كان له عقل وحياء. فهب أن هذا الزاعم يأمل أن تقام له حفلة التبريك بهذه السعادة التي يستهزئ بها الشعور ولكن كيف يرتفع الاضطراب بمغالطة الجحود لله لأجل تأمين هذه التي يسميها سعادة.
وليأسف هذا المغالط فإن راحة باله التي تقوم بها سعادة أهوائه لا تزال مهددة بالسياسة وتأديبها حتى السياسة الاشتراكية فإنها تهدد راحة باله في سعادته بدعارته وأهوائه التي يسلب بها حرية غيره.
اليعازر: هؤلاء الذين يغالطون وتغالطهم أهواؤهم بجحود الله ويوم القيامة مثلهم كمثل مديون ضايقه الدائن بالمطالبة فجلس في بيته